تراجع حجم التداولات في بورصة الدارالبيضاء إلى مستويات بدأت تقلق المحللين بشكل متزايد، إذ لم يتجاوز إجمالي التعاملات في السوق المركزية للبورصة 1.18 مليار درهم خلال شهر غشت، مسجلا بذلك انخفاضا قياسيا. وقال محللون ماليون، في تصريحات ل"هسبريس"، إن هذا الانخفاض القياسي في التداولات يأتي في سياق يتسم بإحجام صغار المستثمرين والمؤسساتيين عن تداول كميات أكبر من أسهم الشركات المدرجة في سوق القيم المغربية. وأوضحوا أن "التداولات تتركز أكثر فأكثر على كبريات الشركات العاملة في قطاع الاتصالات والمصارف، وبشكل أقل على الشركات العاملة في قطاع الصناعات الغذائية" وفق تصريحاتهم المتطابقة التي استقتها جريدة "هسبريس" الإلكترونية. وأورد متخصصون في تداول أسهم الشركات أن المستثمرين الصغار عزفوا بشكل كلي عن التعامل مع أسهم الشركات العاملة في مجالات العقار والأنشطة الصناعية المرتبطة به، نتيجة تراجع نشاطها في السوق بسبب الركود الذي يهيمن على القطاع بفعل التراجع الكبير للطلب. وتفاقمت خسائر أسهم ثمان شركات بشكل لافت خلال الشهر المنصرم، حيث تراجعت قيمة أسهم "سي جي إي" بنسبة فاقت 27.1 في المائة، بينما انخفضت قيمة أسهم شركة "ديسواي" بنسبة 14.57 في المائة، بعدما انتقل سعر سهمها من 214.55 درهما إلى 183.30 درهما في ظرف شهر واحد. كما تكبدت أسهم شركات "نيكسانز المغرب" خسارة بنسبة 13.34 في المائة، و12.69 في المائة بالنسبة لأسهم "ميد بيبر"، فيما قاربت خسائر "جيت كونتراكتور" 10.66 في المائة، بعدما فقد سهمها 22 درهما من قيمته. وقادت اتصالات المغرب لائحة الشركات الأكثر نشاطا بعدما هيمنت على 16.05 في المائة من إجمالي تداولات شهر غشت، وجاءت شركة "طاقة" في الرتبة الثانية بنسبة 11.95 في المائة من إجمالي تداولات السوق، يليها في الرتبة الثالثة البنك الشعبي المركزي بنسبة 11.88 في المائة. شركة اتصالات المغرب تواجدت أيضا في صدارة لائحة الشركات الأكثر رسملة بنحو 97.75 مليار درهم، يليها التجاري وفا بنك بما يناهز 68.18 مليار درهم ثم البنك المغربي للتجارة والصناعة بنحو 39.46 مليار درهم.