توقعت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن يتم تسليم المغرب 50 دبابة من طراز "أبرامز M1 A1"، مع نهاية شهر نونبر من العام المقبل. وتعتبر دبابة "أبرامز M1 A1" من أبرز المقاتلات التي اعتمدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في حروبها الأخيرة، وذلك لتمتعها بإمكانية الاعتماد عليها مهما كانت البيئة القتالية، كما توجد منها أنواع متعددة ومتطورة، تعمل وفق نظام رؤية حراري ليلي يمكن استخدامه في واضح النهار عند انعدام الرؤية لسوء أحوال الطقس وما شابه ذلك. وبحسب "البنتاغون" فقد اُسندت صفقة التجديد وإعادة التركيب إلى شركة "جينرال ديناميك سيسمز" بغية إدخال تعديلات على مقاتلات "ابرامز M1 A1"، لتكون جاهزة مع نهاية 2016، في إطار صفقة ابرمت مع المغرب إلى جانب عدد من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط كمصر والإمارات المتحدة. وفي هذا الإطار قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية، نهاية شهر يوليوز الماضي، بتسليم خمسة أبراج لدبابات "ابرامز M1 A1" إلى القاهرة، وذلك في اطار الدعم الأمني الأمريكي المرصود لمصر، إذ تم نقل الأبراج التي تم تصنيعها في ولاية "أوهايو" عبر الجو بشكل مباشر، وقد قدرت وزارة الدفاع الأمريكية قيمة صفقة تجديد هذه المقاتلات في 17 مليون و 200 ألف دولار، نظرا ل"التقنيات المتقدمة التي سيتم إدخالها على الدبابات الجديدة". وبحسب تقرير "معهد ستوكهولم"، الصادر هذه السنة، فإن المغرب يحتل المرتبة 13 عالميا في ترتيب الدول الأكثر إقبالا على شراء الأسلحة، وهو الثاني في القارة الإفريقية بعد الجزائر التي تستورد حوالي 30 في المائة من مجموع السلاح الوافد على القارة السمراء، متبوعة بالمغرب المحقق لنسبة 26 في المائة من هذا التعامل. ويدخل تجديد الدبابات المذكورة، بحسب عدد من المراقبين، في إطار "التعاون الاستراتيجي" بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ طلبت القوات المسلحة الملكية ادخال بعض التحسينات على "ابرامز M1 A1"، من اجل تزويدها بأنواع معينة من الدخيرة الموجهة بأشعة الليزر، ورادارات اكتشاف الألغام، بالإضافة إلى تحديد الأهداف بشكل اكثر دقة. ويؤكد عبد الرحمان المكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية المدلي بتصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن دبابات "ابرامز M1 A1"، تفوق عددا من أصناف الدبابات الروسية وكذا دبابة ال"ميركافا" الإسرائيلية، معللا ذلك بإمكانية استعمالها في الصحراء، وقابليتها للتعامل مع مختلف الأهداف والتضاريس الجغرافية في الصحراء أو الجبال. وأضاف المكاوي أن إدخال عدد من التعديلات على هذا الصنف من المقاتلات البرية الامريكية يجعلها قابلة ايضا لمواجهة المخاطر في الحروب التي تخوضها ضد الجيوش النظامية وحتى حروب العصابات، موضحا أن الجيش المغربي جرب هذه النوعية من الدبابات واظهر قابلية كبيرة في التعامل معها خلال مناورت "الأسد الإفريقي" مع الجيش الأمريكي في طنطان، وذلك بعد أن تم تجريبها في صحراء "نيفادا" الأمريكية المشابهة جغرافيا للصحراء المغربية. وفي ذات السياق، شدد المتحدث ذاته على أن هذه التعديلات تأتي أيضا من أجل تجنب بعض العيوب التي تعاني منها "ابرامز M1 A1"، كالاستعمال المفرط للغاز والوقود وبعض المحروقات، بالإضافة إلى رفع عدد القذائف من 45 إلى 60، وليغدو كذلك عدد طاقمها معادلا ل5 أفراد، يضيف المكاوي. وفي ما يخص تنوع مصادر السلاح التي يعتمد عليها المغرب يؤكد الخبير المغربي في الشؤون العسكرية ان توجه المملكة إلى دول كروسيا والصين، إلى جانب حلفائها الكلاسيكيين الولاياتالمتحدة وفرنسا، يرجع إلى تميز أسلحة كل دولة عن الأخرى، واختلاف الخصائص التي تتمتع بها هذه الآلات الحربيّة.