عممت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية على جميع مساجد المملكة أمس الجمعة خطبة موحدة كان موضوعها الوطنية وحب الأوطان، وتطرقت الخطبة إلى قيم المواطنة من المنظور الإسلامي من خلال سرد أحداث سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة في حدث الهجرة من مكة إلى المدينةالمنورة، وتلا كل خطباء الجمعة بمساجد المغرب الخطبة التي توصلوا بها من وزارة أحمد التوفيق دون زيادة أو نقصان، وتضمنت الخطبة توجيهات إلى عموم المصلين بضرورة تركيز حب الوطن في الوجدان والعمل من أجل الوطن وعدم المشاركة في كل ما يضر به، كما جاء في الخطبة الموحدة إن حب الوطن لا يجب أن يكون مجرد شعور وعاطفة فحسب، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى سلوك تراعَى من خلاله واجبات المواطنة من قبيل الحفاظ على المال العام وعدم تخريب الممتكلات العمومية وغيرها من واجبات المواطنة، وحرص التوفيق في الخطبة التي بعث بها إلى خطباء الجمعة بصيغة "أهيب بفضيلتكم" وليس بصيغة الالزام، أن يكون دعاء الخطبة هو الآخر موحدا وأن يلامس حب الوطن وطلب العون لخدمته والاهتمام به. وتعليقا على خطوة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قال مولاي عمر بنحماد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح في تصريح خاص ل"هسبريس" إن المبادرة تعتبر مؤشرا على أن هناك وعي كبير بأهمية المسجد في حياة المواطنين وأنه يمكن أن يكون فضاء متميزا للتأطير الشعبي، ومؤشرا أيضا عل أن هناك إحساس بأن المسجد يمكن أن يخرج منه ما لا تحمد عقباه، ورغم تأكيده على أهمية موضوع الخطبة الموحدة، شدد بنحماد في ما قال عنه رأيا شخصيا أن الوزارة قد أخطأت التقدير، وأن قرارها كان غير موفق لأنه ليست هناك مناسبة وسياق مقبول لتبرير توحيد الخطبة بهذه الطريقة، وأضاف المسؤول الحركي إن االوزارة كان عليها أن تبعث بتوجيه في الموضوع فقط لتترك الخطباء يمارسون واجباتهم التأطيرية للمصلين حتى يحسوا بأنهم يساهمون في التأطير الحقيقي وليسوا مجرد ناقلين لخطب جاهزة. من جهته وفي تصريح خص به "هسبريس" اعتبر مصطفى الخلفي الباحث والمحلل السياسي في تخصيص خطبة الجمعة لموضوع حب الوطن وتوحيدها على صعيد المملكة، كان إجراء متوقعا ضمن سلسلة إجراءات تقوم بها الدولة في تفاعلها مع يجري في تونس والجزائر ومصر من أحداث، من قبيل التحكم في الأسعار والمسارعة إلى تسوية المشاكل العالقة في عدد من القطاعات، رغم أن الخطاب الرسمي مايزال يتحدث عن أن المغرب غير معني بهذه الأحداث التي تعرفها الدول المذكورة، وقال الخلفي إن توحيد خطبة الجمعة يعبر عن انشغال حقيقي لأصحاب القرار بما يدور في المنطقة، وإنهم كغيرهم من صناع القرار في العالم يشتغلون على السيناريو الأسوأ احتمالا ومحاولة القيام بإجراءات استباقية، مؤكدا أن هذا لا يعني أن المغرب قد توفرت فيه الشروط كلها لكي يبق استثناء دون باقي دول المنطقة.