أبدى العديد من المتابعين والمعلقين استغرابهم من انشغال رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بجريدة هسبريس الإلكترونية، ومحاولته "توجيه" ما تنشره من مواد ومتابعات وفق ما يرتضيه حزبه السياسي، عوض الانكباب على ملفات تشغل بال الرأي العام المغربي أكثر، من تعليم وصحة وبطالة وتقاعد.. وأورد معلقون وقراء أن بنكيران يحاول أن يصرف الأنظار عن نتائج "العدالة والتنمية" في انتخابات الغرف المهنية الأخيرة، حيث احتل الرتبة السادسة بعد فئة اللا منتمين، وذلك باختلاق معارك وهمية لا توجد سوى في مخيلته، مع منابر إلكترونية إخبارية، لم يجد فيها صدى صوته. وانتبه مراقبون إلى "حروب بالوكالة" تشنها ما سماه البعض "الجيش الإلكتروني" لحزب العدالة والتنمية خاصة ضد كل من يخالفونه الرأي والموقف، سواء من محللين أو أكاديميين، أو صحف أو مواقع إخبارية، حيث لا تتورع في استخدام السب والشتائم في حقهم، لأنهم أبدوا آراء أو بثوا أخبارا لا تساير المزاج السائد بحزب "المصباح". ويوجد على رأس الجيش الإلكتروني للحزب القائد للائتلاف الحكومي، يقول معلقون وقراء مغاربة، كتيبة "بيجيدية" تترصد لآراء ومواقف المخالفين في صفحات الفيسبوك، وأيضا في تعليقات المواد المنشورة في عدد من المواقع الإخبارية المعروفة، فضلا عن تحول الموقع الرسمي للحزب إلى "راجم للمخالفين" يورد معلقون. ويخوض الموقع الرسمي للحزب الحاكم، في الآونة الأخيرة، خاصة في الفترة التي تسبق الانتخابات المحلية والجهوية، حروبا بالوكالة ضد جريدة هسبريس، حيث اتهمها بالوقاحة فقط لنشرها رسما كاريكاتيريا سابقا لرئيس الحكومة جاء في سياق معين مبرر، بعد أن نعت صحفييها بأنهم "ماشي رجال". ويعزو البعض توجه هذا الموقع، الذي من المفترض أن يكون مؤسساتيا، ويكتفي بما رُسم له من أدوار بنشر البيانات ورصد أخبار الحزب الناطق باسمه، إلى أنه مُسير من طرف شخص بعيد عن الإعلام الإلكتروني، وهو البرلماني السابق محمد عصام، والذي عُين في منصبه بعد تجريده من مقعده النيابي بسيدي إفني. ويردف متابعون بأن ذات الموقع تحول إلى فضاء لنشر مقالات تكشر أنيابها في وجه الأصوات "المزعجة"، كمن يريد لجمها، ومن ذلك الهجمة الشرسة التي تعرض لها أكاديمي ومحلل سياسي مغربي ذنبه أنه وصف نتائج حزب "المصباح" بالانتخابات المهنية بأنها حادثة سير، وتصويت عقابي ضد الحزب. وهاجم الجيش الإلكتروني للحزب الحاكم عبد الرحيم منار اسليمي، لما تحدث عن "حادثة سير انتخابية" تعرض لها حزب العدالة والتنمية، في الطريق نحو انتخابات الجماعات الترابية والغرفة الثانية، واتهمه بفقدان البوصلة، وبأنه تحول إلى زعيم للمعارضة خارج الوطن. ورد اسليمي على هذه الهجمة الإلكترونية لإخوان بنكيران بأن "هذا الحجم من الانتقادات من طرف الجيش الإلكتروني للحزب وبعض قياداته، موجود أمام أحد الفرضيتين، أن رسالة العقاب وصلته، ولا يريدها أن تخرج للعموم، والثانية أن الحزب لم تصله الرسالة، ولازال ينظر إلى المشهد السياسي والاجتماعي بنفس مقاربة نتائج سنة 2011. والتقط خيطَ الحديث محمد بودن، رئيس المركز الدولي لتحليل المؤشرات العامة، والذي أورد بأن ثمة أحزاب لا تؤمن بالأقدار "السياسية"، وتنتج بعدها موجا من الجهل "السياسي"، وقوسا من التنكر، وسحابا من "التشكيك"، وسيلا من "المظلومية"، متسائلا "كيف يسمح البعض لنفسه، بمصادرة أدوار باقي الفاعلين، والتشكيك في مستنتجاتهم".