طغى على اهتمامات الصحف المغاربية ، اليوم الأحد ، النقاش حول مسألة الحجاب لدى الفتيات التونسيات في سن مبكرة، وتداعيات تراجع أسعار النفط على العملة الجزائرية، ودعوة الحكومة الموريتانية لاستئناف الحوار السياسي بين الأغلبية والمعارضة. ففي تونس، توقفت الصحف عند النقاش حول تحجيب الفتيات في سن مبكرة على خلفية دعوة الرئيس الباجي قايد السبسي خلال ترؤسه ، الخميس الماضي ، للاحتفال بالعيد الوطني ال59 للمرأة، إلى "التصدي بقوة القانون" إلى هذه الظاهرة التي قال بشأنها "إنه لم يعد مقبولا في مجتمع كان له السبق في تعليم الفتيات أن تحجب بنت الأربع سنوات أو التي ما زالت في المدرسة الابتدائية". صحيفة (الصباح) طرحت الموضوع للنقاش من الزاويتين الحقوقية والفقهية. فنقلت عن رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل معز الشريف قوله أن لا وجود لقانون يمنع ارتداء الحجاب للفتيات في سن مبكرة، وإنما هناك قوانين تنظم كل المؤسسات التي تعنى بالطفولة. فيما أفاد رئيس النقابة الوطنية للإطارات الدينية فاضل عاشور بأنه "بعيد عن منطق التجارة بالدين واللعب على الوتر من أجل إثارة النعرات الدينية وتبني خطابات تحريضية، فإن الفتاة مطالبة بارتداء الحجاب في سن البلوغ وهناك ضوابط شرعية تؤشر لذلك". وناقشت صحيفة (المغرب) الفكرة في إطار إصلاح الفكر الديني ككل الذي اعتبرته "مسألة معقدة" وتحتاج إلى جهود متواصلة لمفكرين من مختلف البلاد العربية والإسلامية، ملاحظة أن المسألة "تتجاوز تحجيب الطفلة الصغيرة، لأن الأمر يتعلق بتحديد قواعد عيشنا المشترك وجوهر أسس عقدنا الاجتماعي الجديد، إذ نكتشف في كل مناسبة التناقضات الصارخة بين تفكير ديني مغترب عن مجتمعه ومقتضيات الترسيخ التونسي لديمقراطية فعلية سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا". ودعت صحيفة (الضمير) في افتتاحيتها بعنوان "الطفولة بين الحجاب والاغتصاب"، رئيس الجمهورية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات لحماية هذه الفئة من الأطفالÜ وحث ممثليه في الوزارات والمؤسسات العمومية ومراكز البحوث المختصة على إيلاء الأمر ما يستحق ، والنظر في إمكانية تطوير التشريعات حتى تصبح قادرة على ضمان حماية أكبر للطفل. وتناولت الصحف الجزائرية تداعيات تراجع أسعار النفط على الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل الانهيار المتواصل لعملة الدينار أمام الدولار الأمريكي والأورو. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة (الشروق) مضامين ندوة نظمتها، أمس ، في الموضوع، أعرب فيها خبراء الاقتصاد عن قلقهم من المستقبل بفعل الانهيار المتواصل لعملة الدينار، ومسلسل تراجع المداخيل المتواصل منذ بداية السنة، متحدثين عن "حالة طوارئ مالية" تعيشها الجزائر، وشروع الأسر في التخلي عن الدينار واللجوء إلى الادخار بالعملات الأجنبية. ووفق الصحيفة، فإن الندوة ذكرت بأن انخفاض قيمة الدينار ليست وليدة اليوم، وإنما ترجع إلى سنة 1986 حينما بدأت الأزمة الاقتصادية تعصف بالجزائر، وتبعتها بعد ذلك أحداث 1988، وأنه حتى قبل سنة 1986 كانت قيمة 1 دينار تساوي 5 دولار لتنعكس الأوضاع وينهار الدينار في ظرف قياسي بنسبة 500 بالمائة، مقترحة ، للخروج من الأزمة الحالية ، رفع الحواجز البيروقراطية وتشجيع التصدير وتقليص الواردات الذي يبقى انخفاضها برقم 3 ملايير دولار خلال النصف الأول من السنة الجارية "مجرد رقم صغير لا يمثل شيئا أمام الفواتير المدفوعة سنويا". ونتيجة لانهيار الدينار، توقعت صحيفة (الفجر) أن تشهد الأسعار في قطاع السكن في الجزائر ارتفاعا غير مسبوق خلال المرحلة المقبلة مع توقعات بعدم استقرار الأسعار إلى غاية نهاية السنة الجارية. وعزا مصدر من القطاع ، في تصريح للصحيفة ، ذلك إلى تزايد نسبة الطلب مقابل انخفاض معدل العرض، وهو ما يخلق أزمة خانقة في السوق، إضافة إلى انتشار الوسطاء والسماسرة، الأمر الذي ساهم إلى حد بعيد في لهيب العقار بالجزائر. ومن تداعيات الأزمة المالية ما أوردته صحيفة (الخبر) من أن الحكومة جمدت ، بصفة رسمية ونهائية ، كل مشاريع التجهيز التي لم يتم الانطلاق في إنجازها بعد، والتي أيضا لم يتم بشأنها تبليغ الأوامر بالخدمة، بما فيها الممولة برسم حسابات التخصيص الخاص، مع استثناء برامج التنمية المحلية. وفي موريتانيا، تطرقت صحف نهاية الأسبوع إلى دعوة الحكومة لاستئناف الحوار السياسي بين الأغلبية والمعارضة، وإقرار قانون جديد يجرم العبودية ويفرض أقسى العقوبات على ممارسيها. وذكرت الصحف ، في هذا الصدد ، بالرسالة التي وجهها الأمين العام لرئاسة الجمهورية، الوزير الأول السابق، مولاي ولد محمد الأغظف ،إلى الأحزاب السياسية من الموالاة والمعارضة، يدعوها فيها للمشاركة في جولة جديدة من الحوار السياسي في السابع من شتنبر المقبل. وأشارت إلى أن الرسالة تتحدث عن الشروع بما سمته "برمجة فعاليات الحوار"، و"تحديد جدول أعمال الحوار"، وذلك بوصفهما النقطتان البارزتان في اللقاء الأول بين الطرفين قبل عدة أشهر. وسجلت الصحف أن هذه الدعوة تأتي بعد يومين من المؤتمر الصحفي الذي عقده ائتلاف الأغلبية الحاكمة حمل فيه المعارضة مسؤولية إفشال مساعي الحوار. وفي سياق متصل، تحدثت بعض الصحف عن احتمال رفض أحزاب المعارضة، المنضوية تحت لواء المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ، رفض هذه الدعوة ، على اعتبار أن توجيه الرسالة إلى الأحزاب منفردة عوض المنتدى "محاولة لضرب وحدة المنتدى من طرف الحكومة". على صعيد آخر، تناولت الصحف مصادقة الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) على مشروع قانون جديد يجرم العبودية ويفرض عقوبات حبسية ومالية قاسية على ممارسيها. وأوردت تصريحا لوزير العدل إبراهيم ولد داداه أكد فيه أن الحكومة ستسارع في إصدار المراسيم التطبيقية للقانون الجديد، معتبرا أنه سيكون فعالا في معالجة بعض القضايا التي كانت أمثلة صارخة للاستعباد في المجتمع الموريتاني. رياضيا، أبرزت الصحف تأهل المنتخب الموريتاني لكرة القدم لأقل من 20 سنة لدور ربع نهاية دوري كوتيف-الكدية بمدينة بلنسية الإسبانية بعد تصدره مجموعته برصيد 7 نقاط من فوزين على منتخب المكسيك (2- 1) وفريق بلنسية (1-0) وتعادل مع المنتخب السعودي (1- 1) ليضرب موعدا في دور الربع، مساء اليوم الأحد، مع فريق أتلتيكو مدريد.