جددت بريطانيا انتقادها للسلطات الاكوادورية بسبب إصرارها على إيواء مؤسس موقع "ويكيليكس"، الصحفي الاسترالي جوليان أسانج، في سفارتها بلندن منذ اكثر من ثلاثة اعوام. وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الاوروبية، هيغو سواير، في بيان صحفي إنه "على الحكومة الاكوادورية العلم ان منح اللجوء السياسي لأسانج وتحصنه بسفارتها قد تسبب في سقوط عدد من الاتهامات الخطيرة ضده بالتقادم". وذكر ان ذلك يمثل وقوفا غير مبرر في طريق تحقيق العدالة، معتبرا انه "من غير المقبول ان يتحمل دافعو الضرائب في بريطانيا تكاليف هذا التعسف في العلاقات الدبلوماسية". واكد سواير ان الاتهامات ضد أسانج بالاغتصاب والاعتداء الجنسي في السويد ستظل قائمة وستظل السلطات البريطانية ملتزمة قانونيا بترحيل المتهم. واوضح انه كلف السفير البريطاني في الاكوادور ليبلغ حكومتها بأن استمرار هذا الوضع سيرى على أنه "وصمة عار" في سمعة البلاد، مضيفا انه سيبلغ هذه الرسالة بنفسه لسفير الاكوادور في لندن. يذكر ان مؤسس موقع "ويكيليكس" الذي نشر ملايين من الوثائق الامريكية السرية لجأ الى سفارة الاكوادور، في منطقة نايسبريدج وسط لندن في يونيو 2012، بعد ان فشلت كل مساعيه القضائية لوقف تسليمه للسلطات السويدية التي تتهمه بالاعتداء الجنسي على سيدتين خلال زيارة أجرها لمدينة (ستوكهولم) في غشت 2010. وقرر الرئيس الاكوادوري، في غشت 2012، منح أسانج اللجوء السياسي بشكل رسمي، وهو ما تسبب في غضب السلطات البريطانية التي اضطرت منذ ذلك الوقت الى تكليف فريق امني بحراسة مخارج السفارة منعا لمحاولة هروب المتهم. ولا يزال أسانج مصرا على ان كل الادعاءات السويدية الموجهة ضده لا اساس لها من الصحة، معتبرا تلك الادعاءات "مجرد عقاب امريكي غير مباشر له" جراء قيامه بنشر وثائق سرية تسببت في حرج دولي كبير للادارة الامريكية. ويخشى أسانج وفريق دفاعه من ان تتقدم السلطات الامريكية الى نظيرتها السويدية بطلب تسليمه اليها بعد ضمان ترحيله من بريطانيا وهو ما قد يعرضه حسب رأي عدد من الخبراء القانونيين لعقوبة الاعدام في حال ادانته من قبل القضاء الامريكي.