أعلن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج في كلمة ألقاها، من على شرفة مبنى سفارة الإكوادور في لندن حيث يقيم كلاجئ منذ ستة أشهر أن موقعه المتخصص في كشف تقارير سرية سينشر في العام 2013 مليون وثيقة. وقال أسانج بلهجة تحدٍ أمام حوالي 100 من أنصاره إن «العام المقبل سيكون حافلا أكثر من 2012، حيث إن ويكيليكس يحضّر لنشر مليون وثيقة، تشمل كل بلدان العالم». وسبق لموقع ويكيليكس أن نشر مئات آلاف الوثائق السرية، بينها تقارير خاصة بالجيش الأمريكي حول العراق وأفغانستان وبرقيات دبلوماسية أمريكية سرية، ما أثار نقمة واشنطن عليه. وأضاف أسانج على وقع تصفيق مناصريه «قبل 185 يوماً، دخلت هذا المبنى، لقد أصبح منزلي ومكتبي وملجئي». وألقى أسانج خطابه من على شرفة السفارة التي ازدانت بزينة الميلاد وقد استمرت كلمته حوالي 10 دقائق وتابع في ثاني خطاب علني له منذ لجوئه الى السفارة إن «الباب مفتوح، الباب دائما مفتوح أمام كل من يريد مكالمتي» من أجل تسوية هذه القضية. وكان أسانج الأسترالي البالغ 41 من العمر، لجأ في يونيو إلى سفارة الإكوادور في لندن لتجنب تسليمه للسويد في قضية اغتصاب واعتداء جنسي دافع عن براءته فيها. ومنحت الإكوادور أسانج اللجوء السياسي لكن لندن تنوي تطبيق مذكرة التوقيف السويدية، ويؤكد أسانج أنه إذا سلم للسويد فقد يسلم بعدها الى الولاياتالمتحدة الناقمة عليه لنشر موقعه وثائق أمريكية سرية، الأمر الذي قد يعرضه لعقوبة الإعدام، كما يقول. وكان أسانج تحدث من على شرفة سفارة الإكوادور في نهاية أغسطس أمام مئات من مناصريه ووسائل إعلام عدة. ويومها طالب بوقف «الحملة الأمريكية» ضد ويكيليكس. وشن أسانج في خطابه الخميس هجوما على الولاياتالمتحدة اتهمها فيه بأنها «تتدخل في اقتصاد» الإكوادور و»تتدخل» أيضا في الانتخابات الرئاسية المقررة في فبراير 2013 في هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية. وقال «الديموقراطية الحقيقية ليست في البيت الأبيض، الديموقراطية الحقيقية هي في وقوف أشخاص يتسلحون بالحقيقة في وجه الأكاذيب، من ميدان التحرير الى لندن. وعمد بعض من أنصار أسانج الذين فرضت الشرطة حولهم طوقا أمنيا شارك فيه حوالي 30 شرطيا، الى رفع لافتات كتب عليها «لا تطلقوا النار على رسول» و»لا تثقوا بالسويد»، وبدورها جددت سفارة الإكوادور الخميس دعمها لأسانج. من جانب آخر، رأت صحيفة «الغارديان»البريطانية أن إعلان جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» الإلكتروني أن الباب لا يزال مفتوحا لكافة من يحاولون استخدام الإجراءات المتعارف عليها للتواصل معه أو ضمان حرية خروجه من بريطانيا أمر يكسر جمود أزمة تسليمه للسويد. وقال أسانج في تصريحات أدلى بها في السفارة الإكوادورية بلندن ونقلتها الصحيفة أمس الجمعة على موقعها الإلكتروني «منذ ستة أشهر دخلت هذا المبنى وأصبح بيتي ومكتبي وملجأي وبفضل الموقف المبنى على مبادئ من جانب الحكومة الإكوادورية ودعم شعبها فأنا بأمان في هذه السفارة وآمن للتحدث من هذه السفارة». وأضاف أسانج أنه وجد تضامنا من مؤيديه ومن الناس حول العالم الذين يؤيدون ويكليكس وحرية الصحافة، مشيرا إلى أنه بينما توجد قيود على حريته فإنه يستطيع العمل والاتصال على عكس 232 صحفيا موجودين فى السجن حاليا. ونوهت الصحيفة إلى أن أسانج مطلوب للاستجواب في السويد بسبب ادعاءات بتورطه في اعتداء جنسي وهو الأمر الذي ينكره جملة وتفصيلا، ويربطه بتسريبات موقعه الشهير.