تدور حرب طاحنة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية حول ملكية براءة ابتكار نوع من "البرتقال" الذي يتم تسويقه بالأساس في إسبانيا؛ ففي الوقت الذي يتشبث المغرب بحقه في امتلاك حصرية إنتاج هذا النوع من البرتقال، تؤكد الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها توصلت إلى تصنيع نوع جديد لا علاقة له ب"البرتقال المغربي"، الأمر الذي تطلب تدخل القضاء الإسباني. ويتعلق الأمر بنوع من البرتقال يطلق عليه اسم "ناظوركوت"، وتم تسجيل براءة ابتكاره باسم المغرب سنة 2004، وتتم زراعته في إسبانيا منذ سنة 1990، وتقف شركة مغربية تدعى "ناظور كوت بروطيكسيون" وراء تصنيعه،و يوجد مقرها في فرنسا. وبعد أن تمكن المغرب من امتلاك حصرية تصنيع هذا النوع من البرتقال قامت شركتان إسبانيتان بالحصول على ترخيص تسويقه بلديهما، وبالموازاة مع ذلك قامت شركة إسبانية أخرى تدعى "أوروسيميلاس" بالحصول على الحقوق التجارية لتسويق نوع من البرتقال يدعى "طانغو" وتعود ملكية براءة تصنيعه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبالنسبة للمغرب فإن البرتقال الذي يحمل علامة "طانغو"، والمصنع أمريكيا، ما هو إلا تطوير للبرتقال المغربي "ناظوركوت"، ما يعني أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تحترم شروط الملكية الفكرية والصناعية، وهو الأمر الذي رد عليه خبراء مكتب براءات الاختراع في الولاياتالمتحدةالأمريكية بكون النوع المصنع في "بلاد العم سام" لا علاقة له ببرتقال المغرب، وهو نفس الرأي الذي تبناه المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع. وحسب الصحيفة الإسبانية "إلبايسس" فإن المغرب لا ينوي أن يتنازل أمام الضغوط الأمريكية، ذلك أنه يريد الحفاظ على احتكاره لسوق إنتاج "موندارين ناظوركوت"، وكشفت الصحيفة الإسبانية أن المغرب قرر رفع دعاوي قضائية في جميع الدول التي تسوق منتوجاته من البرتقال موضوع النزاع وذلك لسد الطريق على الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتبقى الكلمة الفاصلة في هذا الصراع للمحكمة التجارية في مدينة فالنسيا حيث يتم إنتاج حوالي 60 في المائة من البرتقال، ومن المرتقب أن تعلن المحكمة الإسبانية عن قرارها خلال شهر أكتوبر القادم، هذا القرار الذي تعول عليه الشركات الإسبانية التي حصلت على تراخيص تسويق البرتقال المغربي والأمريكي حتى تخرج من هذه الأزمة.