ينفقُ المغربُ زهاء ثلاثة ملايين دُولار كلَّ سنة على اللُّوبِي الأمريكي بواشنطن في سبيل استمالة مواقف مؤيدَة لوحدة المملكة الترابيَّة، ومراعاة مصالح البلاد الحيويَّة، حتى أنَّ دعمه في فترةٍ من الفترات للمرشحة الديمقراطيَّة المرتقبة في الرئاسيات الأمريكيَّة المقبلة، هيلارِي كلينتُون، أثار جدلًا واسعًا انتهى بإعلان مؤسسة كلينتُون رفض تلقِي مساعدات من المغرب والجزائر. صحيفة "المونيتُور" الأمريكيَّة كتبتْ عن مساعِي المغرب من خلال جماعات الضغط، وعن رهانه على ورقة كونه أوَّل بلدٍ يعترفُ باستقلال الولاياتالمتحدة، والبلد الوحِيد في منطقته الذِي يرتبطُ باتفاقٍ للتبادل الحر مع الولايات المتحدَة، فضلا عن دخُول المغرب مع الجيش الأمريكي في مناورات عسكريَّة، كان قد جرى توقيفها عقب تقديم سوزان رايس، مندوبة أمريكا السابقة لدى الأممالمتحدة، مقترحًا لتوسيع صلاحيَّات بعثة المينورسُو لتشمل حقوق الإنسان. الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية تاج الدِّين الحسيني يقُول، في حديث لهسبريس إنَّ المغرب لا يمكنهُ أن يقصِّر في لجوئه إلى اللُّوبي الأمريكي لأنَّ ذلك يعنِي مباشرة إضرارهُ بمصالح حيويَّة.. سيما بعدما استطاع المغاربة أن يستعيدُوا موقعهم في الكونغرس، بحسب قوله، عقب تراجع الجزائر التي صارتْ مداخيلها الماليَّة تنضبُ بجراء هبوط سعر النفط. ويوضح الأكاديميُّ المغربيُّ أنَّ ثمَّة قروضًا وبرامج يحصلُ عليها المغرب من الولاياتالمتحدة بفضل وجُود أصوات تدافعُ عنه داخل إدارة واشنطن، كما هُو الشأنُ بالنسبة إلى "برنامج الألفيَّة" الذِي سبق أن استفادت منه المملكة وتسعى إلى الظفر به مرَّة أخرى. وعمَّا إذَا كان رهانُ المغرب على هيلارِي كلينتُون في محلِّه يرى الحسيني أنَّ الوطن مستفيدٌ في جميع الحالات، فإذَا ظفرت كلينتُون بالرئاسة سيستفيدُ المغرب بالنظر إلى الصداقة التقليديَّة التي تجمعُها بالمملكة، كما أنَّ المغرب سيخرجُ رابحًا أيضًا إذَا ما وصل مرشحٌ جمهوريٌّ إلى البيت الأبيض. ويشرحُ الحسيني أنَّ العلاقات المغربيَّة الأمريكيَّة عرفت أزهى فتراتها على عهد الجمهوريِّين، في الوقت الذِي كان الديمقراطيُّون شديدِي الحساسيَّة تجاهُ قضايا حقوق الإنسان.. والخبير يحيلُ إلى إدارة الرئيس رونالد ريغن المنتهج للسياسة الواقعيَّة، وتطور العلاقات بين واشنطن والرباط على عهد الرئيسين بُوش؛ الأب والابن. وممَّا يعززُ مستقبل العلاقات المغربيَّة الأمريكيَّة مع الجمهوريِّين ميلهم إلى إقامة التحالفات في الخارج، يقول الحسيني، زيادة على وجود نية لإقامة قواعد متقدمة خارج أمريكا، وبعث طائرات بدُون طيار "درُون" منها لأجل ضرب مواقع إرهابيَّة، في ظلِّ الفوضى التي تزحفُ على شمال إفريقيا.