مغادرة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لسواحل فرنسا من أجل إتمام عطلته الخاصَّة في طنجة، حيثُ كان رئيسُ الحكومة عبد الإله بنكيران على رأس مستقبلِيه، لمْ تنزل بردًا وسلامًا على مهنيِّي قطاع السياحة في منطقة "كوتْ دازُورْ" الفرنسيَّة، وسطَ ترجيح عدَّة أسباب يفترضُ أنْ تكون قدْ دفعت ملكَ السعوديَة إلى قصد المغرب. ولمْ يمض العاهلُ السعودِي من إجازته في فرنسا سوى ثمانية أيَّام، في حين كان يفترضُ أن يمكث شهرًا كاملًا إلى جانب ألفٍ من مرافقِيه غادرُوا بدورهم منطقة "الألب ماريتِيمْ"، لتضيع إيراداتٍ ماليَّة مهمَّة كانت ستُجنَى من الحجوزات الفندقيَّة والسيارات المستأجرة والمطاعم، حيث أبدَى عددٌ من المهنيين الحسرة إزاء ما جرى على بغتة. من الأسباب المرجحَة لمغادرة العاهل السعودي الديار الفرنسية يبرز توقيعُ عريضة، انضمَّ إليها زهاءُ عشرات الآلاف من الأشخاص، لشجب إغلاق الشاطئ المقابل لإقامة الملك سلمان أمام المصطافِين، لدواعٍ أمنيَّة، حيث ثار حنق الفرنسيِّين باعتبارهم ذوِي حقِّ في الولوج إلى مرفقٍ عمومِي بمدينتهم، زيادةً على إغلاق عددٍ من المحاور الطرقية، وتخصيص فرق أمنية مهمَّة لتولِّي الحراسة. ثانِي الأسباب التي نبشت فيها الصحافة الفرنسية لفهم سبب المغادرة المبكرة لملك السعودية يتمثل في غضبه من تودد باريس لطهران، وتوجيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعوة لنظيره الإيراني حسن روحاني لزيارة الجمهورية بعد إبرام الاتفاق النووي الإيراني، رغم أن فرنسا كانت الأكثر تشددًا إبان مباحثات جواد ظريف مع ممثلِي الدُّول الست. في المقابل، أوردت مصادر إخبارية فرنسيَّة أنَّ البعض رحب بإنهاء الملك سلمان عطلته بالبلاد، فقطعُ إجازته يعنِي أن العريضة الموقعة آتت أكلها، وأنَّ الشاطئ سيشرعُ من جديد أمام المصطافِين دُون قيُود، بالرغم من تذمر مهنيي السياحة الذين وصف أحدهم المغادرة بالكارثيَّة، قائلا إنَّ معارضِي الزيارة كانُوا أغبياء بما يكفِي لتضييع الفرصة. أمَّا أصحاب المطاعم الصغرى فقَالُوا إنَّهم لم يستفيدُوا شيئًا من جانبهم، بالنظر إلى طبيعة المحلات الفخمة التي يقبلُ عليها مرافقُو الملك سلمان.. فيما أوردَت إذاعة "إرْ إفْ إِي" الفرنسية أنَّ الملك سلمان انزعج من الجدل الذِي قام على إثر حلوله في فرنسا لأجل فترة من الراحة، حيث وجد أنها صارت زوبعة، مفضلًا تعديل وجهته بشد رحاله لقصد المغرب، حيث يحلُّ لأول مرّة في زيارة خاصَّة منذُ توليه مقاليد الحكم بالرياض.