تألق شعراء مغاربة على ركح مسرح قسنطينة، الملقبة بمدينة الجسور المعلقة، والواقعة على بعد 430 كيلومترا شرق العاصمة الجزائر، بمناسبة فعاليات السهرة الرابعة من ليالي الشعر العربي التي خُصصت لشعراء المغرب، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015. الشاعر المغربي ياسين عدنان، من وفد الشعراء المغاربة المشاركين في ليالي الشعر العربي بقسطنطينة، أبدى سعادته في "ليلة المغرب للشعر" بالجزائر، لعدة أسباب أهمّها أن "التواصل الأدبي عموما والشعري بشكل خاص، يعتبر محدود جدا بين البلدين رغم قربهما الجغرافي". وأضاف عدنان، في تصريحات لجريدة هسبريس، بالقول "الشعراء المغاربة على تواصل مع شعراء مصر، وشعراء لبنان، على سبيل المثال، أكثر ممّا نعرف شعراء الجزائر، ونفس الشيء بالنسبة لأشقائنا الجزائريين الذين يبقى شعراء فلسطين مثلا أقرب إليهم من شعراء المغرب". وأبرز صاحب ديوان "دفتر العابر" أن "كل مبادرات التبادل الأدبي بين شعراء المغرب والجزائر يجب التعامل معها باعتبارها فرصة للقاء وتعميق الحوار، ومناسبة لنسج خيوط أفق مشترك تكون فيه القصيدة جسرا أثيريا بين الوجدان الجزائري والوجدان المغربي"، وفق تعبيره. وأكمل المتحدث "نريد لجسور التفاعل والتواصل الأدبي أن تمتدّ بيننا خصوصا أن اللقاء انعقد في قسنطينة، مدينة الجسور بامتياز"، مشيرا إلى أن الشاعر الجزائري، بوزيد حرز الله، توفّق في اختيار أسماء تمثل حيوية القصيدة المغربية وتنوّعها، ويكفي أن اسما من عيار الشاعر محمد بنطلحة يتقدّم هذه الكوكبة لتصير القيمة الأدبية مضمونة". وأفاد عدنان أن استضافة الشعراء المغاربة خلال ليلتهم من طرف شاعرة وشاعر جزائريين شاركاهم القراءة خلال الأمسية كانت فرصة جميلة أيضا، لكي يصير التواصل شعريا ملموسا"، لافتا إلى أن هناك أدباء جزائريين تنقّلوا من العاصمة حتى قسنطينة لمتابعة هذا اللقاء المغاربي". وشدد مؤلف ديوان "رصيف القيامة" على أن "الشعر الذي ساهم طوال فترة التحرّر الوطني، من خلال شعراء أفذاذ من قبيل مفدي زكريا، في صياغة قصيدة مغاربية مكافحة ضدّ الاستعمار ووحدوية تلغى فيها الحدود بين الأقطار، لا يمكنه إلا أن يواصل اليوم المساهمة في إرسال الأفق المغاربي المشترك وترصيعه بالمزيد من القصائد". وأبدى عدنان أمنيته بفتح الحدود المعلقة بين المغرب والجزائر، "إذا كنّا ننتمي إلى صنف من الشعراء الذين يشتغلون في أفق نصٍّ حرٍّ يتداخل فيه الشعر والنثر، مطالبين برفع الحدود بين الأجناس لتتفاعل الأشكال الأدبية فيما بينها، بما يفيد الشعر ويفتحه على الجديد والمدهش، فالأحرى أن نطالب برفع الحدود بين البشر أولا، خصوصا حينما يكونون إخوة وأشقاء من ذوي المصير المشترك، كما هو حال شعبي المغرب والجزائر. وحسب القائمين على التظاهرة، فإن أكثر من 80 شاعرًا عربيًا سيشاركون في فعاليات الليالي الشعرية طيلة أيام السنة الثقافية، وسيتم تخصيص موعد الخميس الأخير من كل شهر لتنظيم ليلة الشعر العربي، كما تم الاتفاق على تخصيص ليلة واحدة للشعر الخليجي. وكانت فلسطين أول دولة افتتحت ليالي الشعر العربي في إطار تظاهرة الثقافة العربية تبعتها ليلة الشعراء التونسيين، ثم ليلة الجزائر.. فيما انطلقت تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية بشكل رسمي في 16 أبريل الفائت، وذلك بعد اختيارها في دجنبر 2012، من قبل المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة "أليكسو، لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2015.