تلقت وزارة الثقافة الجزائرية تحذيرا شديد اللهجة من طرف النظام الحاكم بالجزائر وذلك بسبب توقيع عدد من الكتاب والشعراء الجزائريين بداية الشهر الجاري على نداء مع نظرائهم المغاربة يطالب بفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ أزيد من عشرين سنة ونقلت وكالة إرم للأنباء عن مصدر حكومي جزائري وصفته بالموثوق أن وزارة الثقافة "تلقت تحذيرا شديد اللهجة من الحكومة على خلفية خوض مسؤولين بمهرجان ليالي الشعر العربي في قضايا سياسية ليست من صميم اختصاصهم ولا علاقة لهم بها من قريب أو بعيد" وحسب نفس المصدر فإن السلطات الجزائرية" امتعضت بشدة من خوض كتاب جزائريين مع نظرائهم من المغرب في مسألة الحدود المغلقة بين البلدين" وذلك على هامش فعاليات "قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية" التي جرت أطوارها في قسنطينةالجزائرية مطلع شهر غشت الجاري وجاء في النداء الذي حمل اسم "نداء قسنطينة" أن "مصلحة الشعبين ونخبة البلدين، تقتضي التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية، ولتكن البداية بإعادة فتح الحدود". وأضاف النداء " "لقد كابد المغاربة والجزائريون لعنة الاستعمار. وأبان رجالات الحركة الوطنية في المغرب والجزائر عن الكثير من البطولة في نضالهم المرير من أجر التحرّر. نضالٌ وعى منذ الثورة بأن لا سبيل إلى الحرية والاستقلال خارج خيار التضامن والوحدة بين شعوب المنطقة مشددا على أنه " إذا كانت السياسة وتقلّباتها قد تجد أكثر من مبرّر لإذكاء الخلافات العابرة، مهما عمّرت طويلا، إلّا أننا نحن الشعراء والأدباء الملتئمين في ليلة الشعر المغربي هنا بقسنطينة، من البلدين، نهتمّ بالأساسي الذي يشكّل وجدان شعوبنا... هذا الأساسي الذي انصهر عبر تاريخ من الكفاح نتشبّث به لرأب صدع حلمنا الجماعي وتجسير الهوة بين بلدينا ? ونحن في مدينة الجسور المعلّقة قسنطينة - لترميم مصيرنا المشترك من أجل مستقبل مغاربي موحّد وأكثر إضاءة". نداء قسنطينة الذي نشرت مضامينه العديد من وسائل الإعلام المغربية، باعتباره مبادرة في الاتجاه الصحيح، لوضع حد لوضع مختل ولم يعد قابلا للاستمرار، ألا وهو إغلاق الحدود البرية بين البلدين الجارين في وقت تتجه فيه مختلف المناطق إلى التجمع والعمل المشترك سواء في آسيا أو أمريكا اللاتينية ناهيك عن أوروبا التي تقدمت خطوات مهمة في أفق الوحدة غير أن التجاهل الذي قوبل به النداء في الجزائر أكد مرة أخرى عدم وجود إرادة ورغبة لدى الحكام الجزائريين في فتح حدود بلادهم مع المغرب، ليأتي تحذير النظام الجزائري لوزارة الثقافة، مع أنها غير معنية بالنداء، ليقدم الدليل الملموس على أن أي حديث في الجزائر عن فتح الحدود مع المغرب خط أحمر.