دعت مجموعة من المثقفين الجزائريين والمغاربة، سلطات البلدين إلى فتح الحدود البرية المغلقة منذ 21 سنة، بسبب خلافاتهما الأزلية بخصوص نزاع الصحراء الغربية. وجاء فيما سمي "نداء قسنطينة" أن "مصلحة الشعبين ونخبة البلدين، تقتضي التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية، ولتكن البداية بإعادة فتح الحدود". وتمت المبادرة في إطار فعاليات "قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية" التي تجري أطوارها في قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة)، حيث خصصت فعاليات "ليلة الشعر" أمس السبت، للوفد الثقافي المغربي المشارك الذي كان ضيف شرف التظاهرة. واغتنم مثقفو البلدين المناسبة لإطلاق مبادرة في اتجاه دفع الحكومتين الجزائرية والمغربية، إلى إنهاء فترة الجفاء المستمرة منذ 1975 والتي ازدادت حدة في 1994 على إثر إعلاق الحدود. وقال مصدر من التظاهرة ل"العربية.نت" إن الشاعر المعروف بوزيد حرز الله، هو صاحب المبادرة من موقعه كمشرف على "ليالي الشعر وإقامات الإبداع" في "قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية". ولم يتسن الاتصال به لمعرفة تفاصيل أوفى عن الفكرة التي سبق أن تعاطى معها محامون وكوادر في قطاع المالية من البلدين، في وقت سابق، بل إن بعضهم تنقل إلى الحدود للاحتجاج ضد استمرار غلقها. ووقع على الوثيقة أدباء وكتاب جزائريون معروفون أبرزهم احميد عياشي وعبدالرزاق بوكبة ومحمد بن طلحة، وأحمدعبد الكريم وعبدالسلام يخلف ولميس سعيدي. وبرز من الجانب المغربي إيمان خطابي وياسين عدنان، وصباح دوبي ومحمد صالحي. وذكر هؤلاء في "نداء قسنطينة" أن "استمرار غلق الحدود يتنافى وتاريخ الشعبين، ويحول دون ازدهار منطقة المغرب العربي التي عانت طويلا بسبب الجفاء بين أكبر بلدين مغاربيين". ولم تبد السلطات الجزائرية أي موقف من هذه المبادرة. ويشار إلى أن الشاعر حرز الله مكلف من قبل وزير الثقافة بالإشراف على "ليالي الشعر"، وقد يفهم من ذلك بأن الحكومة لا تعترض على مثل هذه المبادرات، لكن لا شيء في الأفق يوحي بأنها على استعداد للتطبيع مع الجار الغربي. ويشتكي سكان مناطق الحدود من الجانبين، من ضعف الحركية التجارية منذ غلق الحدود. "الاتحاد المغاربي" جامد بسبب الخلاف بين "كبيريه" للتذكير، فإن الرباط اتهمت المخابرات الجزائرية، في أغسطس من العام 1994، بتنفيذ هجوم على سياح غربيين بفندق في مدينة مراكش وفرضت التأشيرة على الجزائريين، فيما نفت الجزائر ذلك، وقررت فرض التأشيرة على الرعايا المغاربة، وزادت عليه بغلق الحدود. وجرت في العام 2010 محاولات للتطبيع بتنظيم زيارات عمل لوزراء من البلدين، غير أنها فشلت بسبب تمسك كل طرف بموقفه من نزاع الصحراء الذي يعد السبب الرئيسي الذي يسمم العلاقات الثنائية. وفي الغالب تتسبب حدة التصريحات من المسؤولين المغاربة أو الجزائريين، في إجهاض كل محاولة للتقريب بينهم. وقد ضرب الجمود "اتحاد المغرب العربي" بسبب التوتر بين "كبيريه"، فهو يسعى إلى عقد قمة على مستوى القادة منذ 20 سنة، من دون جدوى.