حث العالم المصري المعروف يوسف القرضاوي، بصفته رئيسا لمجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، المغاربة على الضغط على الحكومة "لتقوم بواجبها تجاه القدس والأقصى" و "دعم صمود المقدسيين وانتفاضتهم بكل السبل المتاحة"، وذلك في أعقاب أحداث الاقتحام والاعتداءات المتكررة والمتسارعة في الأيام القليلة الماضية، التي طالت المسجد الأقصى ومدينة القدس على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. واختار القرضاوي، وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بث رسالته للمغاربة عبر الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في شخص رئيسها عبد الصمد فتحي، الذي توصل بخطاب القرضاوي، الشامل لدعوة بتحرك الأمة العربية والإسلامية بكل شرائحها للذود عن الأقصى والقدس، حيث استهل رسالته بقوله "أسلّم عليكم، ومدينة السلام لا تعرف السلام. والمسجد الأقصى مخنوق بغصته وحيدًا لا تؤنس وحشتَه إلا بعض تكبيرات وهتافات تصدح من قلوب وحناجر المرابطين والمرابطات فيه". وبعد استعراض العالم الإسلامي المعروف لما وصفه بالواقع الأليم للمسجد الأقصى والقدس والمقدسيين، دعا الهيئة المقربة من جماعة العدل والإحسان، وعبرها المغاربة إلى ضرورة "أن تنتفضوا لنصرة مقدساتكم وإخوانكم في القدس"، عبر "تعبئة جماهير الأمة في بلدكم، وحثّها على التحرك وتنظيم مسيرات غضب ونصرة للأقصى وسيّد المسرى عليه الصلاة والسلام". وشملت دعوات القرضاوي للتحرك داخل المغرب "حثّ وسائل الإعلام والإعلاميين في بلدكم على تبنّي قضية القدس والأقصى لفضح جرائم الاحتلال وإساءة وجهه"، وأيضا تحريك العلماء والدعاة وتخصيص يوم الجمعة، "ليكون الأقصى محور الخطب في المساجد، ومحور التحركات الجماهيرية"، إلى جانب المشاركة في إطلاق "وثيقة علماء الأمة للدفاع عن الأقصى"، والتي قال إن ثلة من العلماء يعكفون على إعدادها ثلة "لتجديد عهد حماية القدس وإنقاذها من براثن الاحتلال". وأضاف القرضاوي أن نصرة القدس في ظل الوضع الحالي يستدعي "الضغط على الحكومات العربية والإسلامية لتقوم بواجبها" و"تحريك الفئات والشرائح المختلفة"، قاصدا في ذلك المثقفين والأساتذة وكذا شباب ونساء المغرب، ليختم رسالته بقوله "إن المسجد الأقصى أمانة في أعناقنا جميعًا، ولا أرانا الله يومًا يُهدَم فيه هذا المسجد أو تُسلَخ هويته الإسلامية عنه ونحن أحياء عاجزون عن الفعل والمواجهة. فلنتحمل المسؤولية، والرهان معقود على الله أولاً، ثم عليكم أنتم يا بقية أحرار الأمة وشرفائها". وفي السياق ذاته، نددت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في بلاغ لها، بما أسمته "السلوكيات الاجرامية الصهيونية الجبانة والتي تستهدف النيل من عزيمة وإرادة الفلسطينيين"، وبسياسة التهويد التي تقوم بها سلطات الاحتلال، معلنة تضامنها مع "المرابطين المدافعين" عن المسجد الأقصى ضد الاقتحامات التي تطاله، فيما عبرت عن استنكارها للصمت العربي والدولي الرسمي تجاه ذلك. كما دعت الهيئة ذاتها "كل الفضلاء والمؤسسات والهيئات المغربية" إلى الاحتجاج على الانتهاكات الخطيرة التي تطال الشعب الفلسطيني، مع ضرورة الانخراط في كل التظاهرات والفعاليات التضامنية مع المسجد الاقصى "ومع كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأبي من طرف سلطات الاحتلال الصهيوني". إلى ذلك، اعتبر يوسف القرضاوي في رسالته، أن الأسبوع المنصرم يعد من من أكثر الأسابيع التي شهدت اعتداءات على "قدسية وطهارة مسجدنا المبارك"، من خلال ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لاعتداء وصفه بالسافر، والمتمثل في اقتحام المسجد وتدنيسه يوم الأحد الماضي "في ذكرى ما يزعمون أنه "خراب الهيكل"، وتدمير بعض مرافق المسجد القبلي داخل المسجد الأقصى في محاولة لكسر شوكة المرابطين فيه الذين تصدوا للمقتحمين الغاصبين".