أثار تصريح منسوب لمسؤول بوزارة التعليم الجزائرية، حول وجود مقترح لتدريس الدارجة لتلاميذ السنة الأولى من السلك الابتدائي، موجة انتقادات من أحزاب إسلامية في البلاد وصفت هذه الخطوة ب"السابقة الخطيرة، التي تهدد انسجام المجتمع، وتخلق صراعًا لغويًا مستقبلًا". وكانت وسائل إعلام محلية قد نقلت عن المفتش العام بوزارة التعليم، نجادي مسقم، قوله خلال مؤتمر صحفي عقده للحديث عن نتائج ملتقى لإصلاح منظومة التعليم: "سيتم تدريس العامية خلال الفصل الأول من السنة أولى ابتدائي، الذي مدّه 3 أشهر، مراعاة لبيئة الطفل القادم منها، قبل التدرج في تلقينه الفصحى ابتداءً من الفصل الثاني من نفس السنة". وقال بيان لتكتل الجزائر الخضراء، وهو تحالف برلماني معارض يضم 49 نائبًا من بين 466 بالبرلمان، ينتمون إلى ثلاثة أحزاب إسلامية هي حركات مجتمع السلم والنهضة والإصلاح الوطني، إن "اعتماد التعليم بالعامية بدلًا من الفصحى يعد سابقة خطيرة في تاريخ التعليم في الجزائر".. وأضاف البيان أن "اعتماد هذا القرار من شأنه نسف الوحدة الوطنية وانسجام المجتمع الجزائري".. كما طالب التكتل النيابي ب"رحيل وزيرة التربية الوطنية ، نورية بن غبريط، نظراً لتجاوزها الخطوط الحمراء، باستهداف مقومات الشعب الجزائري"وفق الوثيقة. وقال المفتش العام بالوزارة، نجادي مسقم، للإذاعة الجزائرية الرسمية: "هذا الموضوع أُسيئ فهمه، والحديث حول اعتماد اللهجة الدارجة، أو بما يسمى العامية بدلًا من اللغة العربية الفصحى في المناهج التعليمية بالأقسام الابتدائية مجرد إشاعات مغرضة".. وبدورها، قالت وزيرة التربية، للإذاعة نفسها، إن "الإشاعة المتضمنة اعتماد العامية في التعليم الابتدائي، هي مجرد ضجيج غير مقبول".. وأضافت: "كل ما في الأمر هو أن اقتراحات الخبراء المشاركين في الندوة الوطنية حول تقييم تطبيق إصلاح المدرسة، أكدت على ضرورة مراعاة، بصفة تدريجية، ما يحمله الطفل من رصيد لغوي معين مع دخوله المدرسة" . ونشر ناصر حمدادوش، النائب في البرلمان الجزائري عن حركة مجتمع السلم، تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، قال فيها إن "وزارة التعليم حذفت من صفحتها الرسمية مقطع فيديو للمؤتمر الصحفي، الذي عقده مفتشها العام، وتحدث فيه عن تدريس العامية".. وتساءل حمدادوش: "أهكذا تعالج الأزمة التي أحدثتها وزيرة التربية بحذف الفيديو فقط؟ ". من جهته، قال عبد القادر فضيل، وهو مسؤول سابق بوزارة التعليم،: "قرارات الوزارة يغلب عليها الارتجال، والاستعجال، والغموض، ومثل هذا القرار بتدريس العامية لا يطرح هكذا، فهو يوكل لخبراء من مختلف الهيئات المختصة قبل البت فيه".. واعتبر فضيل أن "تدريس العامية بدلًا من العربية في الجزائر، معناه خلق جيل لا علاقة له بتراثه"، مشيرًا إلى أن "العامية ليست لغة فكر، والأمر فيه رجوع لما قام به الاستعمار الفرنسي في الجزائر، عندما كان يخير الجزائريين بين الدراسة بالفرنسية أو اللهجة العامية لتكسير العربية".. وذكر فضيل، أنه عندما كان مسؤولًا عن دائرة التعليم الأساسي في الوزارة سابقًا "تم تقديم توصيات لمعلمي التلاميذ الجدد بتركهم يتكلمون اللهجة العامية بحرية، والتصحيح لهم بالعربية الفصحى، لكي نبين لهم أن الفصحى هي الأصل، ولكي يشعروا بأن اللغة العربية هي لغة الفكر والعلم". * وكالة أنباء الأناضول