صورة قاتمة تلك التي رسمها فاعلون جمعويون ومصطافون، ومستثمرون في القطاع السياحي، على واقع الخدمات وبنيات الاستقبال بشاطيء "سيدي وساي" الواقع غرب اشتوكة آيت باها. مسالك طرقية مهترئة، ضعف في تدبير قطاع النفايات، وندرة في المياه الصالحة للاستعمال، زيادة على اختناق حركة السير والجولان خلال موسم الاصطياف، فضلا عن خصاص مهول في الخدمات الاجتماعية والصحية. طريق الموت طريق إسفلتية وحيدة تربط بين دوار "أغبالو" وشاطيء "سيدي وساي"، غير أن ضيقها وتآكل جنباتها يجعل الوصول إلى المنتجع محفوفا بعدد من المخاطر، لاسيما خلال فترات الذروة. عبد الله إشيبي، نائب رئيس المجلس الجماعي ل"سيدي وساي"، أبرز ضمن تصريح لهسبريس أن المجلس واع بالمشكل، كاشفا عن إعداد مصالح الجماعة لدراسة تقنية بغرض تقوية وتوسيع المحور الطرقي، موردا أن تكلفة الأشغال حددت في مبلغ 562 مليون سنتيم، مؤكدا أن الإمكانيات الذاتية للجماعة لا يمكنها تحمل تكاليف إنجاز المشروع في الفترة الراهنة. النظافة نقطة سوداء أضحى التغلب على مشكل تدبير الكم الهائل للنفايات المنزلية عائقا أمام تسويق تلك الصورة المأمولة لشاطيء "سيدي وساي"، وفي هذا السياق شدد "علي الراقي" القادم من مدينة برشيد لقضاء بعض الأيام للاستجمام، إنه أُعجب بالشاطيء غير أن النظافة تكاد تنعدم به، موردا أن "الأزبال منتشرة على امتداده وأمام المحلات التجارية والمقاهي والمنازل دون أن أرى من يتكلف بلمها". نفس الملاحظة يتقاسمها "عبد الله الضعيف" صاحب مشروع إقامات للإيواء ومطعم متخصص في الأكلات المغربية، حيث أورد أن عددا ممن أقاموا بمشروعه وضمنهم جنسيات أجنبية قد اكتفوا بزيارة المنطقة مرة واحدة دون أن يُجددوا زياراتهم أو حتى أن يُعبروا عن رغبتهم في ذلك، وزاد "أغلب السياح يعبرون لي عن عدم الرضى على الوضع البيئي، حيث تنتشر الأزبال والروائح الكريهة في كل شبر من الشاطئ"، موجها انتقادا لاذعا للمسؤولين عن تدبير الشأن الجماعي "الذين جعلوا النهوض بهذا المنتجع خارج دائرة اهتمامهم"، يقول الضعيف. وعن دور المجلس الجماعي في تجاوز إشكالية تدبير النفايات، قال نائب رئيس المجلس إن الوضع ليس قاتما، مردفا أن حجم التواجد البشري الهائل، وما يرافق ذلك من عادات استهلاكية مفرطة وانعدام الوعي لدى غالبية المصطافين يًصعب مهمة الجماعة وتزيدها تعقيدا محدودية الإمكانيات والتزام الجماعة أيضا بجمع النفايات على مستوى المركز. أزمة مياه لازال مشروع تزويد دوار "سيدي وساي" بالماء من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب يُرواح مكانه على الرغم من تشييد صهريج على مشارف الشاطيء، كما تم تمديد القنوات إلى مدخله في إطار شراكة بين المجلس الجماعي المحلي والمكتب المذكور، وتتكلف حاليا جمعية "ساحل سيدي وساي" بتزويد الساكنة والإقامات والمآوي بالمياه، غير أنها تظل عاجزة عن ضمان استمرار استفادة الساكنة لعوائق أرجعها "رشيد حلو" رئيس الجمعية إلى تملص مستفيدين من أداء واجبات الاستهلاك الشهرية، "ما أسقط ميزانية الجمعية في عجز مالي يحول دون ضمان توفير الماء باستمرار". وعن الحلول العملية لتجاوز الوضعية، اقترح "حلو" وضمن اجتماع احتضنه مقر قيادة ماسة مؤخرا، تفويت مشروع الماء إلى الجمعية في مرحلة تجريبية لاختبار مدى أهلية وكفاءة مسيريها في تدبير القطاع، فيما اعتبر رئيس المجلس الجماعي بالنيابة أن المشروع هو الوسيلة الوحيدة والناجعة لتدبير مشكل الماء خاصة في فترات الصيف الذي يزداد فيه الضغط. مشاكل الشاطئ حسب الفعاليات المدينة يستوجب تجاوزها انخراط المجلس الإقليمي لاشتوكة آيت باها والمجلس الجماعي وهيئات المجتمع المدني والسلطات الإقليمية حتى ترقى بنيات الاستقبال إلى مستوى يُرضي كل الوافدين على المنطقة، مع التفكير في إحداث مواقف للسيارات لاستيعاب أعداد العربات الوافدة، وإعطاء عناية خاصة لمقرات المصالح الإدارية والأمنية والصحية لتؤدي دورها في ظروف مُثلى.