تناولت الصحف المغاربية الصادرة ، اليوم الثلاثاء، التهديدات الإرهابية في تونس، وتفاقم اعتداءات الجماعات المسلحة في الجزائر، وانعقاد القمة الثالثة لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير في نواكشوط . ففي تونس، نشرت صحيفة ( الشروق) حوارا مطولا مع الوزير المكلف بالعلاقات مع مجلس النواب محمد الأزهر المكرمي عبر فيه عن الأسف عن قلة الوعي ب (داعش) والمخاطر الاقتصادية في تونس، مسجلا أن كل المواضيع يجب أن تطرح وتناقش داخل شرط موضوعي اسمه الإرهاب الذي تمكن من السيطرة على حوالي 60 في المائة من أراضي سوريا والعراق وينخر ليبيا واليمن . وتابع أن تونس، في توصيفهم "رخوة" يمكن تحويلها إلى إقليم قاعدة (داعش) التي تحولت إلى مرض يصيب الشباب، حيث يقبل خمسة آلاف شاب تونسي "بشرب الدم وبيع النساء وقطع الرؤوس"، مما يستوجب البحث عن مضاد حيوي يستأصل هذا الطاعون. واعتبر المتحدث أن ما تم إعداده من الناحية القانونية (قانون محاربة الإرهاب) والأمنية والاجتماعية غير كاف، مشددا على أن الحرب على هذه الآفة يقتضي "عقدا سياسيا واجتماعيا يعزل غير المتعاقدين وينطلق من الإنسان العادي في أي مكان إلى مؤسسات الدولة والتعاون الإقليمي والدولي". ورأى أحمد بن مصطفى الدبلوماسي السابق في حوار نشرته صحيفة ( التونسية) أنه من السابق لأوانه إصدار أحكام على قانون محاربة الإرهاب الذي تم التصويت عليه بالأغلبية يوم 25 يوليوز من قبل مجلس النواب، مقرا بأنه جاء "تحت ضغط الأحداث ولم يعكس إجماعا في مستوى الطبقة السياسية الحاكمة". ونشرت صحيفة (الصباح) مقالا انتقدت فيه تلكؤ بعض التونسيين في استيعاب معنى "الخطر الداهم الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية في كلمة إلى الشعب ( 4 يوليوز الجاري) عند الإعلان عن حالة الطوارئ. وقالت إن "بعض الجمعيات والأفراد يبدو كأنهم يعيشون على كوكب آخر أو أنهم لا يشاركونا الخوف الذي يتملكنا كل يوم من أن تستفيق على أخبار أحداث إرهابية جديدة"، معبرة عن القلق من سعي ناشطين ، في هذا الظرف ، إلى نقل معارضتهم لمقترح قانون المصالحة الاقتصادية إلى الشارع " وكأنما نحتاج اليوم في تونس لمزيد من التوتر والفوضى". وخلص المقال إلى أن تونس التي تواجه اليوم أحرج المنعطفات في تاريخها المعاصر، تحتاج إلى أن يتحمل الجميع مسؤوليته لإنقاذ البلاد "سواء لإفشال مخططات الإرهابيين في الداخل والخارج أو لرفع تحديات الظرف الاقتصادي الصعب الذي نمر به أو لتلبية استحقاقات الثورة". وفي الجزائر تطرقت الصحف المحلية إلى تفاقم اعتداءات الجماعات المسلحة . فقد أخذت الصحف المحلية على محمل الجد المعلومات التي تفيد بالتحاق مجموعة إرهابية ثالثة ، كانت تنشط ضمن القاعدة بالمغرب الإسلامي، بتنظيم الدولة الإسلامية ، وذلك من خلال تسجيل صوتي بث السب الماضي. وفي هذا الصدد أشارت صحيفة ( الوطن ) إلى أن المجموعة المسماة " كثيبة الغرباء " تقوم بعملياتها الإرهابية في منطقة قسنطينة. وذكرت الصحيفة أيضا بأن مجموعتين من جيجل " أنصار الخليفة " ، التي أعلنت انشقاقها عن القاعدة في المغرب الإسلامي، وأخرى من القبائل " جند الخليفة" ، التحقتا مؤخرا ب "داعش ". من جهتها، كتبت ( ليكسبريسيون) أن الجزائر أصبحت اليوم مستهدفة من قبل هذا " الحيوان القذر " الذي يدعي أن له نفوذا على هذه الشرذمات . ونددت الصحيفة بالمحاولات التي تهدف إلى إيقاظ الخلايا الإرهابية النائمة وإعطاء نفس جديد للعصابات الإرهابية قصد محاولة إضعاف البلاد بل منطقة المغرب العربي. ولاحظت ( لوكوريي دالجيري) أن الجماعات الإرهابية، التي تراجع نشاطها في السنين الأخيرة، والتي تبايع أحيانا القاعدة ، وأحيانا أخرى "داعش "، تبحث بشكل حثيث عن الوسائل التي حرمتها منها المصالح الأمنية بعد إحكامها مراقبة الحدود. وفي هذا الصدد اعتبرت الجريدة أن اعتداءات عين الدفلة والهجوم على ثكنة عسكرية في باتنة كانت متوقعة خاصة وأن الإرهابيين لم يتمكنوا، منذ مدة، من القيام بعمليات ملفتة على التراب الجزائري . أما صحيفة ( لوسوار دالجيري) فترى أن الوضع الأمني في الجزائر أخذ منحى جديدا منذ عملية عين الدفلة التي راح ضحيتها تسعة جنود . وشكل انعقاد القمة الثالثة لرؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير الموضوع الأبرز الذي تناولته الصحف الموريتانية. وهكذا ركزت هذه الصحف بالخصوص على البيان الختامي للقمة ولاسيما تأكيد البلدان الأعضاء في الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير، دعمها للسودان ودعوتها إلى رفع العقوبات المفروضة عليه ، وذلك في إطار التضامن بين شعوب هذه المنظمة الإفريقية الفتية. وأوردت خطاب رئيس القمة، الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز ، في الجلسة لافتتاحية، والذي أكد فيه على ضرورة ترجمة وعي المجتمع الدولي بأهمية مشروع السور الأخضر إلى أعمال ملموسة ودعوته البلدان الأعضاء إلى حشد قواها وتوحيد طاقاتها للدفع بالعمل في اتجاه إنجاز هذا المشروع الطموح على أكمل وجه. وفي سياق متصل، سلطت الصحف الضوء على المباحثات التي أجراها الرئيس الموريتاني مع نظيره السوداني ،عمر أحمد حسن البشير، والتي تم خلالها استعراض أوجه التعاون "المثمر" بين البلدين وسبل إنجاح مشاريع الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير خدمة لشعوب البلدان الأعضاء . على صعيد آخر توقفت صحيفة ( لاتربيون ) عند منتدى الشباب الإفريقي حول "التنمية والسلم المستدامين" ،الذي احتضنته نواكشوط مؤخرا، والتوصيات الصادرة عنه، ومنها الدعوة إلى تدريس اللغات الإفريقية، مستطلعة في هذا الصدد آراء مجموعة من المسؤولين عن جمعيات شبابية.