حاول رجلان إحراقَ نفسيهما أحدهما في المغرب، مِمَّا يرفع إلى ثلاثة عدد هذه المحاولات منذ أحداث تونس. وقالت مصادر صحفية مغربية أمس السبت: إنَّ الرجل الذي وصل مؤخرًا إلى الأقاليم الصحراوية المغربية آتيًا من تندوف حيث تتمركز جبهة البوليساريو الانفصالية، حاول إحراقَ نفسه في مدينة السمارة لكن السلطات المغربية تدخلت ونقلته إلى المستشفى. وأكّدت السلطات المحلية من جهتها أنَّ الرجل "هدد بالانتحار حرقًا لكنه لم ينفِّذ تهديده". وأوضح شاهد عيان أنه "سكب البنزين على الأرض وأضرم النيران، لكنه أوقف فيما كان يهم على الدخول إلى النار". وجرت محاولة أخرى في بني ملال، وقد قامَ بها بحسب يومية "الصباح" رجل يبلغ من العمر 41 عامًا كانت السلطات وعدته بمخزن، وأُصِيب الرجل بحروق بسيطة في إحدى يديه بحسب السلطات. وأول أمس الجمعة وقعت محاولة أخرى في الدارالبيضاءجنوبالرباط، وأوضحت وكالة الأنباء المغربية أنَّ الرجل حاول إضرام النار بنفسه إثر مشاكل "إرث". وكانت محاولة الانتحار الأولى بالنار تسجل في المغرب بعد المحاولات الأخيرة للانتحار حرقًا في بلدان عدة في المنطقة إثر ثورة "الياسمين" في تونس. وفي 17 دجنبر الماضي وضع شابٌّ تونسي حدًّا لحياته بإحراق نفسه بعد أن رفضت السلطات إعطاءه ترخيصًا لبيع ثمار وخضار في الشارع، وأطلقت وفاته شرارة انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي فرَّ من البلاد بعد حكم استمر 23 عامًا. وجرت بعد ذلك محاولات انتحار حرقًا في مصر والجزائر وموريتانيا. وفي سياق متصل توفي الموريتاني الذي أضرم النار في جسده أمس السبت في مدينة الدارالبيضاء حيث نقل للعلاج بسبب خطورة حروقه، كما علم لدى عائلته. وقال مصدر طبي ان الاطباء عجزوا عن انقاذ يعقوب ولد داود (43 عاما) لان الحروق كانت تغطي 95% من جسمه. وأوقف رجل الأعمال سيارته امام مجلس الشيوخ الذي يبعد بضعة امتار عن المقر الرئاسي في نواكشوط واشعل النار بنفسه داخل السيارة يوم الاثنين الماضي. ونقل الشاب الخميس الى المغرب بعد تدهور حالته وتوفي صباح أمس السبت في المستشفى في الدارالبيضاء. وأشار صحافيون ابلغهم داود قبل دقائق عزمه اضرام النار في نفسه، انه قام بذلك تعبيرا عن "استيائه من الوضع السياسي في البلاد وعن غضبه من النظام الحاكم". واعتبر الرئيس محمد ولد عبد العزيز ان المتوفى عبر عن "استيائه" وهو ليس فقيرا وانما رجل اعمال ومن طبقة ميسورة. وقال الرئيس الموريتاني "الوضع لدينا مختلف عن البلدان الاخرى. لدينا معارضة حرة تنتقد وتقوم بعملها. معارضتنا تثير المواضيع كافة وليس لدينا محرمات". ولكن مسؤولا في المعارضة هو محمد ولد مولود اكد ان المنتحر تصرف "بدافع من الظلم. لقد فقد السيطرة على أعصابه بسبب تجاوزات النظام الظالم".