رُغْم قسوة الانتقادات التي طالت المطربة الشعبية زينة الداودية في الآونة الأخيرة بسبب أغنية "اعطيني صاكي" التي أثارت ضجّة واسعة، وتوجيه اتهامات لها بتشجيع التحرّش ضدّ النساء، إلّا أنَّ ذلكَ كانَ في صالحها، وساهَم في ترويج الأغنية وانتشارها على نطاقٍ واسعٍ. ففي ندوة صحافيّة عقدتْها الداودية عصر اليوم السبت بأكادير، قبيْل ساعات من إحيائها حفْلا في اختتام مهرجان "تيميتار... علامات وثقافة"، قالت: "أشكرُ كلَّ الذين انتقدوا الأغنيّة، أشكرهم حيتْ كْبّروها"، مشيرة إلى أنّها لم تكنْ تقصد إثارة ضجّة في المجتمع بأدائها. ودافعت المطربة الشعبيّة عنْ أغنيتها التي أثارتْ جدلا واسعا، قائلةً إنّها لمْ تتجرّأ على تجاوز الحدود بأدائها، "حيتْ أيّ بْنت ولّا أيّ امرأة إيلا ما تماكات (تضع الماكياج) كادّير الكْحْل"، وأضافت: "هذه ليستْ جُرأة، ولكنّي قُمتْ بالتعبير عن واقعنا كما هو، وكما يعرفه الجميع". ويبْدو أنَّ زينة الداوديّة لا تُولِي أيّةَ أهمّية للرسائل التي يُمْكن أن يكونَ الفنّ حاملا لها، إذا قالتْ وهي تتحدّث عنْ دوافع أدائها لأغنية "اعطيني صاكي": "كْنت باغا غي نضحك"، قبْل أن تستدرك: "لكنْ عليكم أن تسمعوا الأغنية جيّدا، وتُنصتوا إليها إلى آخر كلمة من أجل فهمها". ولمْ ترَ الداوديّة في كلماتِ الأغنيّة ومضامينها أيّ عيْبٍ، وعلى عكس الاتهامات الموجّهة إليه من كون أغنيتها فيها تشجيع على التحرّش بالنساء، قالت إنَّ الشابَّ الذي يُلاحقَ فتاة في الشارع ويطلبُ رقم هاتفها قدْ لا تكونُ نيّته التحرّش بها بالضرورة، بل قد يكون وراء ذلك هدف نبيل. وأوضحت: "قدْ يطلبُ الفتى من الفتاة رقمَ هاتفها قصْد التقدم للزواج بها، وكثيرا ما يحصل هذا في الأعراس وفي المناسبات العامّة"؛ وفي حين يرى منتقدوها أنَّ أغنية "اعطيني صاكي" كانتْ جرّيئة أكثر من اللازم، قالت الداودية إنّ التراث الفنّي المغربي حافلٌ بما هو أجرأُ من مضمون أغنيتها. "فلوْ أنكم عُدْتم إلى أغاني فنّ الملحون، وهوَ فنّ أصيل، واستمعتم جيّدا إلى أغانيه، وشْفتو داكشي اللي كايقولو، تْقولوا الداودية ما قالتْ والو"، وزادتِ المطربة الشعبية أنَّ الأعمالَ "تكونُ بالنّية"، قبْل أن تُلقي الكرة في مرمى منتقديها بالقول: "وإذا نوى من ينتقدونني شيئا آخر فهذا أمر يخصّهم". وعلى الرّغم من الانتقادات الكثيرة التي طالتْها بسبب أغنية "اعطيني صاكي"، إلّا أنّ الداودية ترى أنَّ ذلك ينطوي على نوْع من التناقض الذي يَسِمُ المجتمع المغربي، واستندتْ للتأكيد على ذلك بكوْنِ الأغنيّة التي يُطالبُها الجمهور في حفلاتها خلال الآونة الأخيرة هي "اعطيني صاكي". من ناحيّة أخرى، قالتْ الداودية إنّها ترفض فكرة الخضوع لأيّ عملية تجميل، بما في ذلك حتى شفْط الدهون من الجسم، موضحة، وهي تردّ على سؤال حوْل سبب نقص وزنها: "لا أغيّر شكلي إلا بما يُرضي الله، ولا أتخيّل أن أجري عملية تجميل، وغادي نبْقا في شكلي كيمّا بغا الله". وفيما يتعلّق بسبب عدم انتشار الأغنية المغربيّة بشكل واسع في العالم العربي، طالبت الداودية زُملاءها من الفنانين المشارقة بالكفّ عنْ تبرير عدم أدائهم أغاني باللهجة المغربية بصعوبة الدارجة المحليّة، قائلة: "إيلا ما كاناوش كايفهمونا خاصّهم يبْدْلو شوية المجهود باش يفهموا".