الصورة: أرشيف رغم الاتصالات الكثيرة التي قامت بها نسرين لأجل الاطمئنان على صحة والدتها فاطمة، المسجونة في غانا منذ اعتقالها بهذا البلد عام 2012 بتهمة الاتجار في المخدرات، إلّا أنها لم تتوصل إلى جديد يخصّ الحالة الصحية لوالدتها التي ترقد حاليًا بأحد المستشفيات الغانية، بعد نقلت إليها نتيجة إصابتها بمرض صدري. فاطمة المتابعة بعشر سنوات حبسًا نافذًا، حسب ما نقله لهسبريس سجين مغربي آخر بسجن نساوام بالعاصمة الغانية أكرا، اعتقلت في المطار الغاني عام 2012، بعدما توقفت بها الرحلة المتجهة إلى العاصمة البرازيلية ريو دي جانيو، قادمة من المغرب، وفق ما أكدته ابنتها نسرين، إذ كانت فاطمة متجهة إلى البرازيل لقضاء عطلة هناك، قبل أن يتم اعتقالها بشكل مفاجئ. وتحدث السجين المغربي، الذي طالب بعدم الكشف عن هويته، أن فاطمة أخبرته له بأنها لم تحز أيّ مخدرات، وبأن الشرطة الغانية أوقفتها خارج المطار عندما كانت تهم بجولة خفيفة في العاصمة الغانية إلى حين انطلاق الطائرة المتجهة إلى البرازيل، وأخبرتها أنها وجدت حقيبة مليئة بالمخدرات في المطار يشتبه أن تكون هي صاحبتها، ورغم محاولة فاطمة الدفاع عن نفسها، إلّا أن الشرطة اعتقلتها وتمت محاكمتها بعد ذلك بعام بالتهمة المذكورة. وزاد السجين أن فاطمة تعاني من عدة أمراض كالربو، وكانت تحتاج إلى علاج مستمر وأدوية للتخفيف من آلامها، إلّا أن قانون السجن الذي توجد فيه، يحتم على النزيل أداء مصاريف علاجه، وهو ما ضاعف من محنتها، متحدثًا عن أنه التقى بفاطمة يوم العيد، واكتشف أن حالتها الصحية ازدادت سوءًا، فضلًا عن معاناتها من العنصرية بما أنها من صاحبات البشرة البيضاء القليلات في هذا السجن، قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى بعد ترّدي وضعها الصحي. "صار حلمي هو أن أسمع صوت والدتي، فمنذ اعتقالها وأنا لا أعلم شيئًا عنها غير تأكيد صديقة للأسرة هناك بأن حالتها الصحية غير صعبة، لكن هذا التأكيد كان منذ مدة، إذ لا نعلم حاليًا أيّ جديد عنها، وما وصلنا هو أنها نُقلت إلى المستشفى" تقول ابنتها نسرين، البالغة من العمر 20 سنة. وتابعت نسرين أن أسرة فاطمة توجهت إلى السفارة الغانية بالرباط أكثر من مرة دون فائدة، كما اتصلت هي شخصيًا بالسفارة المغربية في غانا أكثر من مرة، في واحدة منها أكدوا لها أنهم سيعملون على زيارة فاطمة في سجنها، كما عملت نسرين على زيارة وزارة الخارجية المغربية لغرض ترتيب سفر يجعمها بوالدتها دون أن يتحقق ذلك. فاطمة التي كانت تعيش بألمانيا منذ سكنها هناك عام 2000 وزواجها من رجل ثان بعد طليقها المغربي (والد نسرين)، كانت تزور المغرب من حين لآخر، إلى أن قرّرت ذات يوم الانطلاق منها نحو البرازيل لقضاء إجازة صيفية، وبعد سفرها بأيام قليلة اتصلت بأسرتها تخبرهم أنها في السجن دون تقديم تفاصيل كثيرة، حسب ما ترويه نسرين. "الزيارات في السجن ممنوعة، وظروف التغذية جد سيئة، وإن كان وضع سجن الرجال أفضل نسبيًا، فإن الجناح المخصص للنساء يشهد أوضاعًا صعبة، إذ تمنع حتى الاتصالات الهاتفية، وإذا ما تم السماح بها، فالسجينة ملزمة بالحديث باللغة الإنجليزية حتى تفهم الحارسات مضمون أقوالها" يقول السجين المغربي، مضيفًا أن فاطمة لم يزرها أيّ مسؤول مغربي لمعرفة وضعها الصحي الذي يترّدى يومًا بعد يوم. هذا وقد اتصلت هسبريس بالقنصل المغربي في العاصمة الغانية أكرا لأجل أخذ معلومات أكثر حول قصة هذه السجينة، غير أنه رفض لمبررات كثيرة، إذ قال في البداية إنه لا يثق بالمتصل، ولو كان الأمر يتعلّق بصحافي يعرفه شخصيًا لقدم له المعلومات، قبل أن يختتم حديثه بالقول إن عليه طلب إذن السفيرة المغربية بأكرا حتى يستطيع التصريح. كما اتصلت هسبريس بالسفارة المغربية في أكرا للغرض ذاته، غير أن المكلّفة بتلقي الاتصالات، أخبرتنا أن السفيرة في اجتماع، وأن هناك مسؤولًا يتتبع موضوع السجينة المغربية، دون أن تعمل على ربطنا به، مطالبة في المقابل بترك رقم المتصل حتى يتسنى للسفارة التواصل معه في وقت لاحق.