من خلال مراجعة كتاباتي عن الجزائر التي في الواقع ،والتي في خاطري؛وقد بلغت ،بهسبريس قرابة الأربعين مقالا ؛تسببت لي –كما يعلم القراء- في الكثير من العنت ؛ولولا شساعة الحلم المغاربي ،والإيمان بقوى التغيير في الجزائر ،والتشبع بنداء تونس الذي دعا فيه جلالة الملك محمد السادس – صادقا - إلى معاودة بناء اتحاد مغاربي على أسس جديدة؛لولا كل هذا لانصرفت كلية عن خريطة لا يصلني منها غير ساقط القول ،كلما اقتحمت شعبة من شعابها الموحشة والآهلة. يشهد الله أني كثيرا ما عبست في وجه غضبي ،وأجهضت مشروع تخاذلي ،وأنا أتذكر طفولتي في حي "لازاري" بوجدة؛ضمن جيران صغار لم نكن نفهم معنى لنعتهم ،من طرف الكبار،بالجزائريين المهاجرين . كيف؟ إنهم منا ونحن منهم ،ومعا كنا لا ننتهي من إبداع مشاريع لعب لا تفشل أبدا. لقد وُفقنا نحن الصغار في ما فشل فيه –حد الفضيحة- كبار جبهات التحرير والوطنية. ذات صباح أصبحنا على فرح الكبار باستقلال الجزائر الشقيقة ؛لكن نحن الصغار ماذا نفعل بمشاريع اللعب العالقة ؟ مع من نسعد ونشقى ؛ونحن نرى جماعة "الدرب" تتضاءل كل يوم ؛لأن الأسر الجزائرية شرعت في شد الرحال،عائدة الى نفس الخريطة التي لم يعد تصلنا منها ولو كلمة طيبة؛منذ أريد لقطار وجدة ألا يكمل سكته إلى وهران؛ومنذ قررت جماعة وجدة أن تمحو،بالماء القاطع، كل آثار أقدامها بساحة سيدي عبد الوهاب ،وواحة سيدي يحي. من هنا إصراري على ألا أفرط في أصدقاء الطفولة ؛أراهم اليوم في كل الشعب الجزائري ،الذي اغتالت حريته جبهة نسبت نفسها للحرية. سأظل أستعيد عشرات السنين التي لم يحلم بها الجزائريون –وهم مستعمرون- بأي شيء ؛عدا الحمد والشكر للفرنسي الذي حررهم من الاستبداد التركي. ثم حصلت المعجزة ،وأذن الشعب بالقومة من أجل تحرير الأرض و الهوية، لتنصهر ضمن جوارها التاريخي والجغرافي؛كما سارت الأمور على مدى القرون. ولو تواصلت،بكل مرجعياتها، لكنا اليوم خير اتحاد مغاربي أخرج للناس؛ولما عششت الغربان ،والبوم، في أطرافه . ما أشبه يأس البعض اليوم من الراهن الجزائري المتيبس؛ لكن المفتوح على أخطار ومغامرات شتى،بقرن من هذا اللاحلم . ألا لا ييأسن أحد لأن مغرب الشعوب كلها أقوى من حجة الجزائر الرسمية في التفرقة ؛وهي تراهن على تحفيظ التوتر ؛بما اتفق،ولو بزوجة مغاضبة لزوجها المغربي؛أوبناقة شاردة تروح وتغتدي. وما كتابي الرقمي المجاني :"الجزائر بألوان متعددة:إنتاج الزمن ألمغاربي الضائع"؛ إلا تأكيد على الثقة في مستقبل –أراه قريبا- تنتصر فيه طلائع التغيير في الجزائر لتستعيد الدولة التي اختطفت ،تحت مسمى الاستقلال ،من طرف أولائك الذين بُرمجوا على كراهية الجزائر والمغرب معا. إن الاختلاف بين الجيران حيوي ،وهو مدخل للبناء المتكامل ؛لكن شريطة ألا يكون خلافا من زمن مضى،كما مضت كل شرور الحرب الباردة. نريد خلافا على أسس جديدة ،لنبني اتحادا مغاربيا على أسس جديدة كذلك. على الأقل سيبرهن هذا النوع من الخلاف ، على أن الجيل الحالي من المغاربة والجزائريين له كلمته ،في ما يخص إبداع مستقبله. فما أحوجنا اليوم ،ونحن نلج نفقا موحشا، إلى إبداع سياسي مغاربي ؛على الأقل لنبرهن على أن الدول ما زالت لها كلمتها ؛وان استفحلت هجمات الإرهاب والأشباح .. رابط التحميل: https://www.4shared.com/office/nJUhFJyIce/___.html