شهدت مبيعات السيارات في المغرب خلال الأشهر الست الماضية تراجعا بنسبة 2.3 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وبلغ عدد السيارات التي اقتناها المغاربة خلال السنة الحالية حوالي 58 ألف سيارة حسب معطيات جمعية مستوردي السيارات بالمغرب. واعتبرت الجمعية أن سوق السيارات الجديدة في المغرب "يمر بظروف صعبة"، مفسرة الأمر بتوالي المناسبات التي ترتفع فيها نفقات الأسر المغربية كشهر رمضان والعطلة الصيفية ثم الدخول المدرسي، وعلى الرغم من تأكيد مهنيي بيع السيارات الجديدة أن التسهيلات المالية لشراء السيارات قد تحسنت كما أن القروض أصبحت بامتيازات محفزة إلا أن الإقبال مازال يتأرجح بين الركود والتراجع. وسجلت الجمعية أن السيارات المنخفضة الثمن هي التي تحافظ على نسبة مبيعات جيدة إلى حد ما، وتمثل مبيعات السيارات التي لا يتجاوز سعرها 140 ألف درهم حوالي 38 في المائة من حجم سوق السيارات بالمغرب، وتبقى سيارات "داسيا" الأكثر مبيعا في المغرب بعد أن نجحت في بيع 17 ألف سيارة، وذلك خلال الفصل الأول من العام الحالي، محققة نموا ملحوظا مقارنة مع السنة الماضية حيث لم تتجاوز مبيعاتها 14 ألف سيارة. كما تمكنت رونو من الرفع من مبيعاتها بنسبة 2.75 في المائة خلال السنة الحالية بعد بلوغ مبيعاتها 5575 سيارة، في حين عرفت الأنواع الأخرى من السيارات ركودا على مستوى المبيعات إن لم نقل التراجع بالنسبة لبعض شركات السيارات التي شاهدت مبيعاتها تتراجع بنسب تتراوح بين 5 و20 في المائة. ويأتي تراجع إقبال المغاربة على اقتناء السيارات الجديدة، بالموازاة مع الانخفاض الحاصل في مبيعات السيارات المستعملة، ذلك أنها سجلت هي الأخرى تراجعا مقارنة مع السنة الماضية، ولم تسلم من هذا المنحى التنازلي إلى السيارات القديمة التي تتراوح أسعارها بين 45 ألف درهم و60 ألف درهم التي مازالت تغري المشترين. في المقابل يشهد قطاع بيع السيارات الفاخرة أزهى أيامه من خلال تسجيله لنسب نمو جيدة منذ السنة الماضية، وعرف الإقبال على شراء السيارات الفاخرة التي تتجاوز أسعارها 400 ألف درهم ارتفاعا نسبته 10 في المائة خلال الفصل الأول من العام الحالي، وتبقى شركات السيارات الألمانية المستفيد الأول من تزايد إقبال المغاربة على السيارات الفارهة.