وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي يشرف عليها أحمد التوفيق منذ سنوات عدة، غنية بأموالها ومداخليها، وما تتوفر عليه من أملاك وعقارات في إطار "الأحباس"، لكن على نقيض من هذه الثروة، تعيش الوزارة فقرا مدقعا على مستوى التواصل، كما أن الأئمة والمؤذنين والقيمين الدينيين، المحسوبين عليها، يعيشون أوضاعا لا يحسدون عليها. وزارة مثل الكهف الذي تُجهل أقبيته وسراديبه، لا تتواصل إلا لماما، وإذا تواصلت كان الموضوع رسميا وجافا، أو كان الأمر يتعلق بطلوع هلالٍ، أو حلول عيدٍ، أو مجيء رمضان، أو تحديد زكاة فطر، أو إعلان مسابقة قرآنية، فيما يجد الإعلاميون والصحفيون المغاربة صعوبة جلية في الوصول إلى المعلومات المرتبطة بهذه الوزارة، كحق أقره الدستور المغربي. التوفيق أفلح كثيرا في إحاطة أسوار وزارته الكهف بكثير من "السرية" والغموض، وجعل من عدد من مسؤوليها والعلماء التابعين لها، يتبحرون في "لغة الخشب" التي يتقنونها إلا من رحم الله فيهم، فالتواصل خصلة لا يؤمن بها القائمون على وزارة الأوقاف، فالوزير ومن يدورون في فلكه يعملون بشعار "كم حاجة قضيناها بتركها". ويسجل مراقبون مدى التناقض الحاصل بين وزارة غنية بصندوقيها الاثنين، ميزانية عامة وأخرى خاصة، تطرح حولها أسئلة بخصوص شفافية مجالات صرفها، دون احتساب مداخيل كراء المحلات التجارية والأراضي الفلاحية والعمارات التابعة للأحباس، وبين أئمة المساجد والقيمين الدينيين الذي يحصلون على الفتات من وزارة التوفيق، ولا يجدون أحيانا ما يسدون به رمقهم..