بعدما أوغل تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي اشتهر إعلاميّاً ب"داعش"، في تنفيذ جرائمه العسكرية في حق مدنيّين، ممّن يصفهم بالمرتدين بمختلف الأساليب الوحشية من الحرق والغرق والشنق والذبح، مع تطبيقه لما يراه "حدودا إسلامية" في حق أبناء المناطق التي يسطر عليها في سورياوالعراق، أطلق عدد من النشطاء حملات الكترونية يعبرون عن استنكارهم لتلك الممارسات. هذا الأسبوع، نفّذ تنظيم "داعش" عقوبة "الحِرابة" في حق رجُل قالت إنه "مفسد في الأرض"، في ريف حماة السورية، حيث قام عناصر "تنظيم البغدادي" بقطع كفه اليمنى مع قدمه اليسرى، في أول مرة يقدم عليها "داعش" على تنفيذ هذه العقوبة البشعة، فيما أظهرت صور نشرت على حسابات محسوبة على مقاتليه ب"تويتر" رجالا مُلثمين يمسكون بالمتهم، بينما يقرأ أحدهم الحكم أمام أنظار العشرات من الناس، قبل أن يتم تنفيذ القطع في حقه. وبعد أن أظهر تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ عام من إعلان تأسيسه، عددا من أشرطة الفيديو التي توثق لعمليات ذبحه وإعدامه لعشرات الرهائن العرب والأجانب، آخرها مقطع فيديو يظهر إعدام 25 جنديا سوريا برصاص فتيان قاصرين، بالمسرح الروماني في تدمر السورية، تفنن التنظيم في تنفيذ إعدامات غاية الوحشية، كما حصل مع حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، في يناير الماضي، وآخرها إعدام سوريين عبر تفجيرهم داخل سيارة وإغراقهم أحياءً وسط حوض مائي، وربطهم بالديناميت من الأعناق ثم تفجيرهم. بالموازاة مع ذلك، انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على "تويتر" و"فيسبوك"، حملة الكترونية بوسوم مختلفة من قبيل "دَاعِش لا تُمثّلني" و"أنا مسلم و"داعش لا يمثلني" إلى جانب "داعش إرهابية"، حيث علق أحدهم قائلا "أي إجرام هذا !! أفعالكم ضد العقل والإنسانية وضد الدين، قد براء الاسلام منكم كما براء الذئب من دم يوسف"، ليضيف آخر "نقول شكراً داعش (..) ضيّعتم علينا ثوراتنا وحياتنا وأملنا في مستقبل كريم". وتوجه مدون آخر بحديثه إلى زعيم "داعش"، أبي بكر البغدادي، قائلا "عزيزي أبو الإجرام البغدادي.. بدل أن تقوم بذبح عمال أبرياء يعيشون كفافا لا ناقة لهم ولا جمل في السياسة ولا في الحرب ما رأيك أن تلتفت قليلا إلى جيرانك في إيران أو عملائها في العراق مثلا ؟!.. أم أن ذلك لا يخدم المخطط الذي تخدمون به"، فيما رأى فيسبوكي ثالث أن "داعش" مخترقة مخابراتيا "ليس ترويجا لنظرية المؤامرة، لكن الحقيقة تصرخ في وجهنا.. داعش مخترقة مخابراتيا حتى النخاع يقاد أغبياؤها والوحوش الضارية فيها ". وأوردت معلقة على جرام التنظيم في حق المدنيين بالعراقوسوريا، بقولها "الذبح الحلال على يد الدواعش ﻻ يفرق بين أحد ..السكين التي تنحر الشيعي هي نفسها التي تنحر السني، من يقتل نفسا بغير حق لا يعرف ما هو الإسلام ! فكيف يمثلني"، لتابع آخر "أكره داعش حتى النخاع لكنني آسف لمقتل الشباب المخلص منهم والمغرر بهم من قبل خليفتهم المزعوم على يد الأمريكان"، فيما علق آخر "من يفتخر بهذه الصور فهو مجرد من الإنسانية و ليس فقط من الدين و من يدافع عن داعش فهو مجرم". الداعية المغربي، محمد الفزازي، أقرّ في تصريح لهسبريس أن التطرف موجود في كل الديانات والسياسات "هو طبيعة بشرية وبالتالي فإن تطرف داعش وارد رغم أنه لا يُمثل إلا نفسه"، معتبراً أنه في الحالة العامة "الخط الوسطي يقابله التطرف من جهة والتسيب من جهة أخرى"، مشددا على أن "داعش" يمثل أقصى التطرف في العقيدة والفكر والمُمارسَة، "هناك مليار ونصف من المسلمين ولا مجال للتطرف في صفوفهم إلا بشكل نادر وقليل". وينفي الفزازي، في تعليقه على الأصوات المُنتقدة لتطرف "داعش"، وجود إسلام متطرف وآخر معتدل ووسطي "هناك إسلام واحد وهو وسطي بطبعه وعقيدته وأصله السماحة والرحمة"، داعياً إلى ضرورة تدخل العلماء من أجل تفنيد حجج المتطرفين "الواهية" على أنهم "يعتمدون على نصوص دينية مبتورة ومقطوعة من سياقها"، إلى جانب دور المُؤسّسات والمنابر الإعلاميّة، في الحفاظ على الأمن الروحي والديني للبلد، معتبرا في الوقت ذاته أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي لواجه ذلك "الفكر الداعشي".