في وقت تستمر فيه عمليات نزوح أزيد من 25 ألف مصري قدموا من ليبيا، مباشرة بعد إعدام 21 مسيحيّا مصريا ذبحا في ليبيا من طرف تنظيم "داعش"، يواصل هذا الأخيرة جرائمه تجاه من يسميهم "المرتدين" و"الصليبيين"، آخرها خطفه لأكثر من 100 مسيحي آشوري، في الشمال الشرقي من سوريا، وتدميره لمتحف الموصل الأثري وحرق مكتبته العريقة.. "داعش" أكبر "تنظيم إرهابي" المعطيات الجديدة التي أفصح عنها مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، جيمس كلابر، عن "الإرهاب الدولي"، تقول إن "داعش" نفذ أكبر عدد من الهجمات خلال الشهور التسعة الأولى من العام الماضي، التي بلغت حصيلتها الإجمالية أزيد من 13 ألف هجوم وصف ب"الإرهابي"، خاصة في سورياوالعراق. وأوردت الأرقام الجديدة، التي تندرج ضمن بحث أجرته جامعة "ميريلاند" الأمريكية، أن أزيد من 20 ألف مقاتل سُنيّ وصل إلى سوريا من أكثر من 90 بلداً لغرض محاربة نظام بشار الأسد والإطاحة به، "منهم 13 ألف و600 على الأقل ذوو صلة بجماعات متطرفة"، فيما اعتبر أزيد من 3400 عنصر أجنبي ذهبوا إلى سورياوالعراق للانضمام ل"داعش"، عاد منهم المئات إلى أوطانهم. إعدامات ورسائل إلا أن المثير في عمليات القتال التي ينهجها تنظيم "أبو بكر البغدادي"، هو تعمده لتنفيذ عمليات إعدام موثقة بالصوت والصورة، طالت أجانب وعرب، ممن يطلق عليهم "المرتدين" و"الصليبيين"، ويوجه عبرها رسائل الوعيد لقوات التحالف الدولي، الذي يستهدف منذ شتنبر الماضي، معاقل التنظيم في سورياوالعراق، مطالبا بانسحابها أو بتبادل الرهائن بمعتقليه. ووفقاً للمعطيات التي وقفت عليها هسبريس، فإن "داعش" نفّذ حوالي 56 عملية إعدام مباشرة وموثقة في حق رهائن ومحتجزين وقعوا بين يدي مقاتليه، وذلك منذ إعلانه في يونيو 2014 عن قيام ما أسماها "دولة الخلافة" بعد سيطرته على مناطق واسعة من سورياوالعراق، ويبقى إعدام الصحافي الأمريكي، جيمس فولي، أولى تلك العمليات التي نفذت في 23 غشت الماضي. وعلى مرّ ستة أشهر على تلك الحادث، استمر "داعش" في إعلان إعدامه لرهائن أجانب وعرب، وقعوا أسرى لديه في العراقوسوريا وليبيا ومصر والجزائر، حيث شكل المصريون النسبة الأكبر بإعدامٍ طال 32 مصرياً، فيما شكلت أمريكا وبريطانيا وفرنسا واليابان والأردن باقي الجنسيات ضحية تلك العمليات، وكلها تنتمي للبلدان المشكلة للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية بغرض القضاء على "داعش". إعدام رهائن أجانب وبعد أول فيديو يظهر عملية إعدام للرهينة الأمريكي الذي خطف في سوريا، الصحافي جيمس فولي، يوم 23 غشت 2014، أعدم "داعش" الصحافي الأمريكي الآخر والحامل للجنسية الإسرائيلية، ستيفن سوتلوف، يوم 2 شتنبر 2014، بعد اختطافه لأسابيع.. أما الأمريكي الثالث فهو موظف الإغاثة المسلم، عبد الرحمان بيتر كاسنغ، الذي أعدم ذبحا يوم 17 نونبر، بعد اختطافه وهو يتطوع في مستشفيات حدودية مخصصة لعلاج اللاجئين الفلسطينيين. بعدها بأسبوع، أي يوم 13 شتنبر، أظهر "داعش"، عبر فيديو منسوب له، رأس موظف الإغاثة البريطاني، ديفيد هينز، الذي اختطف في سوريا شهر مارس 2014، قبل أن يبث التنظيم يوم 3 أكتوبر من العام الماضي، شريطا يظهر ذبح عامل إغاثة بريطاني آخر، هو آلن هينينغ، الذي اختطف حين قيادته لشاحنة مساعدات كانت موجهة إلى إحدى المخيمات في سوريا. في تصوير آخر، بث "داعش" يوم 24 يناير الماضي تسجيلا صوتيّاً مرفوقاً بصورة للرهينة الياباني، هارونا يوكاوا، وهو مقطوع الرأس، قبل أن يظهر في فاتح فبراير فيديو لإعدام زميله الياباني الصحافي، كينجي غوتو، وهما الرهينتان اللتين سبق ل"داعش" أن طالب لاستلامهما فدية 200 مليون دولار، وهو المبلغ الذي سبق لليابان أن تعهدت بتقديمه مساهمة في الحرب على "داعش". واختار التنظيم المتطرف هذه المرة خارج سورياوالعراق لإعلان إعداماته، حيث أعلنت جماعة "جند الخلافة في أرض الجزائر" الموالية ل"داعش"، في يوم أواخر شتنبر الماضي، إعدام الدليل السياحي الفرنسي، هارفي غورديل، الذي اختطف داخل الجزائر، فيما بث فرع التنظيم بسيناء المصرية، يوم 26 يناير الماضي، مقطع فيديو يوثق إعدام ضابط مصري، هو أيمن الدسوقي، رميا بالرصاص. ورهائن عرب.. وفي مصر أيضا، أعدم فرع "داعش" في سيناء 10 أشخاص ذبحاً، بعد أن اعتقلهم في فبراير الماضي، واتهمهم بالجاسوسية للموساد (جهاز الأمن العام الإسرائيلي) وللجيش المصري، حيث ألقى بجثثهم على الطريق الدولي الرباط بين رفح والعريش. وفي منتصف نونبر 2014، عرض "داعش" شريطاً مصوراً، يظهر فيه عملية ذبح جماعية طالت 15 شخصاً، قال إنهم طيارون وعسكريون تابعون للنظام السوري.. فيما تبقى أفظع جرائم الإعدام التي نفذها "تنظيم البغدادي" تلك التي طالت الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي اعتقل بعد سقوط طائرته المقاتلة في سوريا، قبل أن يظهر فيديو قتل معاذ حرقاً بالنار، مطلع فبراير الجاري، داخل قفص حديدي. وآخر تلك الجرائم، التي أذيعت لأول مرة منتصف فبراير 2015، هو ذبح فرع "داعش" في ليبيا ل21 قبطيّا مصريا مختطفين في ليبيا، في مكان ساحلي، وهي الواقعة التي دفعت الجيش المصري إلى توجيه ضربات جوية صوب أهداف للتنظيم في مدينة درنة، شرقي ليبيا.