رفض المركز السينمائي المغربي الإدلاء بأيّ توضيحات حول حقيقة الفيلم الذي يصوّر هذه الأيام بسلا، إذ لم يتجاوب مسؤولوه مع عدد من اتصالات هسبريس طوال يوم الأمس، ولم يرّدوا على مراسلة كتابية تطالب بتوضيحات حول الموضوع المذكور. وقد عاشت مجموعة من سكان سلا حالة من الرعب في الأيام القليلة الماضية، بعدما تفاجؤوا بوجود عدد من الدبابات التي تتجول بالقرب من بعض الأحياء السكنية، وعدد من الطائرات التي حلقت على علو منخفض، إذ لم تخبرهم السلطات أن الأمر يتعلّق بمجرد فيلم سينمائي. ورغم أن المفروض في المركز السينمائي المغربي، الجهة الوصية على القطاع السينمائي، إخبار المواطنين بحقيقة التصوير، إلّا أن هذه المؤسسة التي يرأسها صارم الفاسي الفهري، امتنعت عن كل أشكال التواصل، إذ كانت كل مصلحة نتصل بها ترسلنا إلى مصلحة أخرى، إلى أن وصل الأمر إلى قسم الإنتاج والتراخيص، الذي طالبنا بتقديم طلب مكتوب إلى رئيسة القسم، إلّا أن الطلب قوبل بعد ذلك بالإهمال التام. وتشير بعض الأنباء الواردة من مركز التصوير أن الأمر يتعلّق بفيلم أمريكي يتناول حياة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ويشارك فيه طاقم يؤدي أدوار قوات المارينز، بينما تشير قائمة المركز للأفلام الأجنبية المرّخص بتصويرها في المغرب خلال العام الجاري، إلى فيلمين سيجري تصويرها بسلا، الأول ليس سوى مشاهد تكميلية لفيلم سابق لطوم كروز، والثاني فيلم بعنوان إنجليزي بعنوان THE TEMPEST، لا تتوافر بشأنه أيّ معلومات على الانترنت. وما زاد من رعب مجموعة من ساكنة سلا، هو أنهم لم يتعودوا على وجود مثل هذه المعدات الكبيرة الخاصة بتصوير الأفلام، إذ غالبًا ما كانت ورزازات هي من تحتضن مثل هذه الأفلام، لإمكانياتها الطبيعية والتقنية، ولاعتياد الساكنة على تصوير الأعمال السينمائية، لدرجة أن الكثير منهم يشارك فيها. وليست هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها المركز السينمائي المغربي التواصل بشأن بعض الأمور التي تثير الجدل، إذ كان مسؤولوه قد وعدوا هسبريس بإرسال توضيحات حول أسباب منع فيلم "الخروج: آلهة وملوك"، دون أن يفوا بوعدهم، رغم الاتصالات المتكررة، كما سبق لمدير المركز، أن رفض الرد أكثر من مرة على اتصالات هسبريس حول فيلم "الزين اللّي فيك"، رغم إشعاره برسالة نصية قصيرة تؤكد له هوية المتصل.