أكد الدكتور كريم والي، الأخصائي في التغذية والعلاج بالأعشاب والطب البديل، أن شهر رمضان الكريم ، علاوة على طابعه الروحاني، يشكل أيضا فرصة جيدة ليحقق المرء التوازن في التغذية وتطهير الجسد، من خلال اعتماد تغذية معتدلة توفق بين الكم والكيف. وقال الدكتور والي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء إن "الصوم يعد بمثابة طريقة آمنة وفعالة تمكن من التقليص بشكل فعال من أعراض بعض الأمراض المزمنة"، مضيفا أن "الإفراط في تناول الطعام في وجبة الإفطار يظل إحدى العادات السيئة للمغاربة ولاسيما بعد فترة طويلة من الصوم". وحذر الخبير في هذا الصدد من أن أي إفراط في التغذية يمكن أن يحفز الإصابة بالسمنة ويتسبب بالتالي في ارتفاع ضغط الدم والاضطرابات المرتبطة بالكوليسترول. وأضاف أن "الإفراط في تناول أغذية غنية بالمواد الدهنية وفقيرة من حيث الألياف الغذائية (قليل من الفواكه والخضر الطرية) يسبب اضطرابات هضمية من قبيل عسر الهضم وانتفاخ المعدة التي غالبا ما تكون مرفوقة بحالات إمساك"، مضيفا أن ارتفاع مستوى الحمض بالمعدة الذي يعزى إلى استهلاك القهوة والعصائر تنتج عنه ارتدادات معدية. كما حذر الدكتور والي من أي تغذية غنية بالسكريات والتي تتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم ولا سيما لدى المصابين بداء السكري الذين يعدون الفئة الأكثر عرضة لهذا الأمر والتي يفترض أن لا تصوم إلا بترخيص من الطبيب المعالج. وأوضح أن "الإفراط في تناول السكريات ولاسيما عند الإفطار يؤدي إلى إفراز الأنسولين الذي يتسبب في ما بعد في هبوط في نسبة الكليكوز في الدم". وذكر الدكتور والي أن الأكل بشكل معتدل يشكل سر الحياة السليمة، مشيرا إلى أنه علاوة على الجانب الكمي، فإن القيمة النوعية للوجبات تطرح إشكالا، لاسيما عند استهلاك الأغذية المقلية والغنية بالدهنيات وعسيرة الهضم ما يتسبب في انتفاخات في المعدة وعسر في الهضم. ودعا الأخصائي في التغذية إلى برمجة ثلاث وجبات غذائية في ساعات متفرقة بغرض تفادي تناول وجبات صغيرة بشكل متواصل، مضيفا أن شرب السوائل ينبغي أن يكون كافيا ومنتظما بما يعادل لترا ونصف اللتر، وذلك بعد مدة من تناول الوجبات (ماء وشاي وقهوة وعصير فواكه وحليب)، بل وأكثر من الكمية سيما ونحن في فصل الصيف الذي يعرف موجات حرارة. وأوصى الخبير في التغذية، بأنه "عند الإفطار، يتعين البدء بشرب كأس من الماء وتناول بعض التمر من أجل تمييه الجسم والرفع من نسبة السكر في الدم، والانتظار عشر دقائق (مدة أداء الصلاة)، وذلك بغرض تهييئ المعدة للفطور الذي يجب أن لا يتضمن الكثير من الحلويات بما يمكن من تفادي عسر الهضم وانتفاخ المعدة". وبالنسبة لوجبة العشاء، يضيف الخبير، فيجب أن تفصلها ساعتان عن وجبة الإفطار، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه ينصح بتناول سحور مغذ خفيف. وأشار الدكتور والي إلى أن العديد من الدراسات أبرزت فوائد الصيام باعتباره طريقة آمنة وفعالة تمكن من التقليص بشكل فعال من أعراض بعض الأمراض المزمنة، والمساهمة، بالخصوص، في علاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني، وتخفيض الوزن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة. وخلص إلى أن احترام قواعد الصيام والإفطار مسألة ضرورية لتحقيق استفادة مثلى من فضائل هذه الشعيرة الدينية دون إتعاب الجهاز الهضمي. * و.م.ع