أكدت وداد العيدوني، عضو المجلس العلمي المحلي بطنجة، ضمن الدرس الحسني الذي قدمته أمام الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالدار البيضاء، بعنوان "الاجتهاد بين ضوابط الشرع ومستجدات العصر"، أن الملك بصفته أميرا للمؤمنين يرعى الفتوى بإحداث الهيئة العلمية للإفتاء. وقالت العيدوني، مساء الاثنين، إن هذه الهيئة مؤهلة لممارسة الاجتهاد في سن القواعد المنظمة للمجتمع في إطار ثوابته، وإصدار الفتاوى في شأن المسائل المحالة إليها استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي ومقاصده، كما ينص على ذلك الفصل ال41 من الدستور. وسجلت أن مراعاة المصلحة لا يستوجب لي أعناق النصوص وتحريفها، ولا التضييق في فهم النص، ولا الغلو في اعتبار المصلحة بلا ضوابط شرعية، وهو الأمر الذي جسدته المؤسسة العلمية المكلفة بالإفتاء في جوابها عن استفتاء أمير المؤمنين حول المصلحة المرسلة وعلاقتها بتدبير الشأن العام". وصنفت المحاضرة الفتاوى التي أصدرتها مؤسسة الإفتاء بالمملكة إلى اجتهادات في المسائل الاقتصادية، مثل فتوى حول وضع المرأة داخل الجماعات السلالية، واجتهادات في المسائل الطبية، مثل فتوى حول ما يسمى بالموت الرحيم، واجتهادات في مجالي العلاقات الدولية والأسرة. وأكدت المحاضرة على اعتبارات ينبغي ألا تغيب عن الفقهاء المطلوب منهم الاجتهاد، ومنها اختلاف ظروف الحياة في هذا العصر، مع ظروف الحياة التي تعامل معها المجتهدون في قضايا الفقه في القرون الماضية، والتعددية في الآراء وما يقتضيه من الوسع وإعمال التيسير والترغيب.. واستطردت عضو المجلس العلمي المحلي بطنجة، أنه إذا كانت هذه الاعتبارات وما شابهها قد أخذت أبعادا غير مسبوقة في الوقت الحاضر، فإن ما لم يتغير بالنسبة للمجتهد هو شرط التقوى وحس الوعي بنتائج الاجتهاد" وفق تعبيره. وتابعت العيدوني كلامها ""نحمد الله في هذه المملكة المغربية على أن الاجتهاد محفوظ بإمارة المؤمنين"، مستحضرة جوانب من هذا الحفظ، منها تحيين مشيخة العلماء في مؤسسة المجلس العلمي الأعلى، والتشريع في أمور الشأن الديني بظهائر شريفة الأمر الذي يجعله بمنأى عن الخلاف".