بن كيران يعتبر اعتقال ومحاكمة المعتصم "عار على المسؤولين" اعتُقل أمس الأربعاء في حدود الساعة السابعة مساء جامع المعتصم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ونائب عمدة سلا ورئيس مقاطعة تابريكت بذات المدينة بعد التحقيق معه في موضوع شكاية وُصفت بالكيدية. وجاء اعتقال المعتصم من طرف عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بعد تقديمه إلى الوكيل العام باستئنافية الرباط، على خلفية اتهامات شملت تسعة تُهم منها استغلال النفوذ وتبذير أموال عمومية وتزوير وثائق والمشاركة في مخالفة ضوابط البناء السليم وتُهم أخرى. وأحال قاضي التحقيق الشنتوف، المتخصص والمكلف بقضايا الإرهاب، ملف المعتصم على جلسة السابع من شهر فبراير 2011 للاستماع التفصيلي. وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية قد استغربت في بيان لها ما قالت عنه الانتقائية والتوظيف الحزبي في ملف جامع المعتصم، منددة بقوة توظيف "مثل هذه الملفات في الضغط على فاعلين سياسيين والتغاضي عن ملفات الفساد البين محاباة لأطراف أخرى". وكان مصطفى الرميد قد أشار في بلاغ نُشر زوال أمس الأربعاء إلى أن نبأ الاعتقال عارٍ من الصحة، وأن الأمر يتعلق بإجراءات التقديم إلى الوكيل العام فقط. وارتباطا بالموضوع نفسه تضامن عدد من المواطنين مع المعتصم بتنظيمهم لوقفة أمام ابتدائية سلا زوال أمس الأربعاء، رافعين شعارات منددة باستهدافه واستهداف حزبه وكيْل تُهم مجانية له ولعدد من المسؤولين الآخرين من طرف الرئيس السابق لسلا إدريس السنتيسي. واحتج أعضاء الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية بطريقتهم الخاصة على تقديم جامع المعتصم عضو الأمانة العامة لحزبهم للمحاكمة، حيث رفعوا خلال جلسة الأسئلة الشفوية يوم أمس الأربعاء لافتات ورقية تحمل صور المعتصم وعبارات "كلنا جامع المعتصم" و"لا للظلم" و"لا لعودة المفسدين".
وعبر أعضاء الفريق النيابي للعدالة والتنمية عن تضامنهم مع المعتصم نائب رئيس مجلس سلا ورئيس مقاطعة تابريكت، رافضين محاكمته بتهم باطلة.
من جهتها دعت شبيبة العدالة والتنمية في بيان لها وزعته على وسائل الإعلام أمس الأربعاء، الحكومة المغربية إلى تحمل مسؤوليتها في ايقاف "مهزلة" محاكمة جامع المعتصم، كما دعا البيان نفسه من وصفهم بعقلاء الدولة إلى التدخل لثني "الذين يلعبون بالنار ويهددون مصلحة الوطن" عن الظلم. وأعلنت شبيبة بن كيران عن تجندها وراء حزبها وأنها رهن إشارة قيادته في أي معركة نضالية للدفاع عن مبادئ الحق والعدل والقانون.
وتعقد الأمانة العامة للعدالة والتنمية صباح اليوم الخميس ندوة صحافية من المنتظر أن يتم الكشف فيها على معطيات أخرى لها علاقة بملف المعتصم، ونُقل عن عبد الاله بن كيران الأمين العام لحزب المصباح قوله أن محاكمة المعتصم عار في جبين المسؤولين. ويرى متتبعون أن اعتقال ومحاكمة جامع المعتصم ستفتح صفحة جديدة في سجل مواجهة أجهزة نافذة في الدولة مع العدالة والتنمية، مواصلة منها تصفية حسابات سياسية مرتبطة بالانتخابات الجماعية لسنة 2009 والتي احتل فيها الحزب الإسلامي مراتب متقدمة خاصة في المدن.