فوجئ المئات من المصلين، اليوم الجمعة، بمنعهم من طرف رجال الأمن، من دخول مسجد حسان في الرباط، قصد أداء صلاة الجمعة، وذلك بالتزامن مع تواجد الملك محمد السادس في نفس المسجد. وطالب الأمنيون المرابطون في أبواب المسجد من المصلين تقديم دعوات خاصة، قبل السماح لهم بدخول المسجد لأداء الصلاة، الأمر الذي اضطر المئات منهم إلى البقاء خارج المسجد، لعدم توفرهم على الدعوات الموقعة من رجال السلطة التابعين لمنطقة حسان. وفي الوقت الذي أكد فيه العديد من المواطنين تفهمهم للقرار، إذا ما تعلق بالإجراءات الأمنية "الروتينية" التي تسبق تواجد الملك في أي مكان، فإنهم عابوا في المقابل على إدارة المسجد عدم توفير الإمكانيات اللوجيستيكية لتأدية الصلاة خارج المسجد أو في ساحته الكبرى. وكان لافتا، وفقا لما عاينته هسبريس، غياب مكبرات للصوت، والتي كان يمكن من خلالها للمصلين متابعة خطبة الجمعة، وتأدية الصلاة مع إمام المسجد، وهو الأمر الذي خلق نوعا من الانقسام في صفوف المواطنين المصلين. وتحولت الحديقة المجاورة للمسجد في حي حسان بالرباط، إلى حلقة للنقاش بين المصلين، لتبادل الآراء والبحث عن طريقة لحل عدم تمكنهم من أداء صلاة الجمعة، في المسجد أو متابعة أطوارها عبر مكبرات الصوت، وتأديتها خارجه. وفي هذا الاتجاه، عمد عدد من المصلين إلى الاستعانة بإذاعة هواتفهم النقالة، لمتابعة الخطبة المنقولة على الإذاعة الوطنية، على اعتبار أنها نقل مباشر من مسجد حسان، فيما اقترح آخرون إقامة الصلاة بشكل مستقل عن المسجد، لكونهم لا يستطيعون سماع خطبة الإمام. الاعتراض على أداء صلاة جماعية موازية لتلك التي تقام داخل المسجد، كان هو التوجه الطاغي على العديد من المصلين الذين اعتبروا أن الأفضل لهم تغيير المسجد، أو أداء صلاة الظهر في منازلهم، قبل أن يفض النقاش.