دعا رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الذي ترأس اليوم الاجتماع الثاني للجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، إلى الاهتمام أكثر بالجالية المغربية في مختلف بلدان العالم، مشددا على ضرورة تضافر جهود الجميع من أجل الاعتناء بهذه الفئة من المغاربة. وأعرب بنكيران عن "استعداد حكومته الكامل للعمل على توفير أفضل الظروف لأبناء الجالية المغربية، وتوفير التسهيلات الممكنة لتقوية روابط أبناء الجالية بوطنهم الأم"، مبرزا أن "هذه العلاقة تتجاوز مجرد تحويلات مالية، لأن ارتباط مغاربة العالم بوطنهم نابع من إرادتهم". وقال الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، أنيس برو، خلال سرده لمحاور الإستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج أمام اللجنة الوزارية، إن تحويلات مغاربة العالم بلغت منذ مطلع 2015 إلى نهاية ماي، 24.1 مليار درهم، مقابل 22.8 مليار درهم في نفس الفترة خلال 2014، أي بنسبة زيادة وصلت إلى 5.5%. ولفت بيرو، في العرض الذي ألقاه أمام أعضاء اللجنة، إلى أهمية الاستمرار في العمل الجماعي لكل القطاعات والمؤسسات، من أجل الاستجابة للرهانات التي يطرحها ملف المغاربة المقيمين بالخارج، في ظل التحولات التي يعرفها العالم، نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية، وبروز ظاهرة التطرف والتضييق على المهاجرين". واعتبر الوزير أن "الإستراتيجية التي تشتغل عليها الوزارة، في الوقت الراهن، تأتي في سياق ظهور حاجيات وانتظارات جديدة للمغاربة المقيمين بالخارج، خاصة الأجيال الصاعدة على المستويات الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية"، كاشفا أن عدد المهاجرين المغاربة العائدين إلى أرض الوطن، عرف ارتفاعا ملحوظا". وحدد المسؤول الحكومي أهداف الإستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج، في 3 محاور رئيسة: تعزيز روابط مغاربة العالم بالمغرب، وحماية حقوق ومصالح مغاربة العالم، ومساهمة مغاربة العالم في تنمية المغرب"، مضيفا أن الوزارة تشتغل على 8 برامج. وأكمل الوزير أنه من بين هذه البرامج الثمانية ستة قطاعية، واثنان أفقية، تتضمن الجانب الثقافي، والجانب الاجتماعي، والتربية والتكوين، والمواكبة القانونية والإدارية لمصالح الجالية، وتعبئة الكفاءات والشبكات، والاستثمار والتنمية التضامنية، إضافة إلى برنامجين أفقيين يخصان التعاون والشراكة، والحكامة والتواصل. وركز بيرو على الجانب الاجتماعي لمغاربة العالم، حيث أشار إلى أن الوزارة تعمل على 18 عملية اجتماعية، أبرزها إعداد برنامج لدعم أفراد الجالية في وضعية هشة، وإعداد آلية للحماية الاجتماعية، والمساهمة في إعادة إدماج مغاربة العالم بعد عودتهم، فضلا عن برامج أخرى. وقال ذات المسؤول إن وزارته قامت بتفعيل وإعادة العمل بصندوق دعم استثمارات مغاربة العالم، وأيضا من خلال برنامج "مغرب المقاولين" بفرنسا، لمواكبة 100 من حاملي المشاريع، إضافة إلى مواكبة 15 مشروعا لمغاربة بلجيكا من أجل تنمية المغرب. وكشف المتحدث عن إعداد قاعدة للمعطيات، خاصة بالكفاءات تضم 4085 كفاءة مغربية عبر العالم حاليا، منذ مطلع العام الجاري 2015، من بينهم 173 أستاذا باحثا ينتمون لجامعات مصنفة ضمن الخمسين جامعة الأفضل في العالم، مقابل 2160 سنة 2014، أي بنسبة زيادة تفوق 89%.