كشفت الوثائق السعودية السرية المنشورة على موقع "ويكليكس"، عن رسالة موجهة من محمد عبد العزيز زعيم البوليساريو إلى العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، يطالبه فيها بالتدخل لدى الملك محمد السادس "للكف عن إطالة أمد النزاع في الصحراء ومعاناة الشعبين الصحراوي والمغربي" حسب تعبير الوثيقة. وجاء في الرسالة التي تعود إلى شهر ماي سنة 2012، أن زعيم البوليساريو التمس من العاهل السعودي التدخل لدى الملك محمد السادس "للشروع الجاد في التفاوض مع الجبهة"، مضيفا أن مسار تسوية النزاع حول الصحراء المغربية وصل مرحلة "انسداد كبير"، وهو ما ولد "حالة من الإحباط والحنق" لدى ما أسمته الرسالة ب "الشعب الصحراوي". ويظهر من رسالة زعيم البوليساريو أنه متشبث بفكرة إجراء استفتاء حول قضية الصحراء، متناسيا أن قيادته ترفض جميع النداءات الدولية المطالبة بإحصاء ساكنة مخيمات تندوف، وكان آخر هذه النداءات ذلك الذي أطلقه البرلمان الأوروبي بعد اكتشاف استغلال قيادة البوليساريو للمساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة مخيمات تندوف. واعتبرت الرسالة الموجهة إلى الملك السعودي عبد الله ابن عبد العزيز، أن مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، "هي مبادرة مغربية أحادية الجانب"، مضيفة بأن هذا المقترح لا يعتبر بأي شكل من الأشكال "حلا وسيطا ولا تنازلا من طرف المغرب، ولن تساهم في دفع الأمور إلى الأمام" تقول الرسالة. ولا تظهر الوثائق المسربة ما إذا كانت السعودية قد ردت على رسالة زعيم البوليساريو، خصوصا وأن المملكة كانت حريصة على عدم إزعاج المغرب فيما يتعلق بملف الصحراء، ويظهر هذا الأمر جليا من خلال وثيقة أخرى حول موقف المغرب من تطوير العمل العسكري بين السعودية وموريتانيا وتأثيره على قضية الصحراء. وتفيد وثيقة الخارجية السعودية أن سفارة السعودية بالرباط طلبت من قيادة بلدها التريث في توجيه الدعوة إلى رئيس هيئة الأركان الموريتاني وتطوير التعاون العسكري بين البلدين، وبررت السفارة السعودية هذا الطلب بعدم ارتياح الجانب المغربي لأي تعاون من هذا النوع نظرا لدخوله في حسابات المعادلة العسكرية التي تعتبر ذات حساسية بالغة بالنسبة للمغرب تتعلق بقضية الصحراء". وأضافت السفارة السعودية في الرباط أنه من غير المناسب توجيه الدعوة أو زيادة التعاون العسكري مع الجانب الموريتاني في "الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المغربية الموريتانية جمودا وتوترا ملحوظا".