الوارث الحسن لجأ محمد عبد العزيز، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى الاستشهاد بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة تحث على الإصلاح بين المؤمنين، وهو يدبج رسالة بعثها أخيرا إلى ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، مُلتمسا منه القيام بوساطة سياسية بين المغرب والبوليساريو، بهدف ما سمته الرسالة “الكف عن إطالة أمد النزاع ومعاناة الشعبين الصحراوي والمغربي”. ولم يتورع زعيم البوليساريو في استخدام آية سورة الحجرات: “وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”، وآية سورة هود: “إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”، وأيضا أحاديث نبوية من قبيل: “ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصائم القائم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين”، وذلك كله في محاولة من أجل استدرار عطف العاهل السعودي في أن يقوم بمبادرة صلح بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية. ووصف زعيم الانفصاليين في رسالته، التي نشرتها المُسماة وكالة الأنباء الصحراوية، العاهل السعودي بكونه “الرجل الراعي لقبلة المسلمين، والمؤتمن على بيت الله والعارف حق المعرفة بأجر إصلاح ذات البين في ديننا الحنيف”.. وأردف زعيم البوليساريو، في رسالة طويلة جدا شذت عن قاعدة الاختصار والإيجاز المعروفة في الرسائل الموجهة إلى الملوك، بأنه ينتظر من الملك عبد الله “التدخل لدى جلالة الملك محمد السادس من أجل الشروع الجاد في التفاوض على أساس الميثاق الذي قطعه والده المرحوم الحسن الثاني على نفسه أمام الله والعالم.. بالاحتكام لإرادة الشعب الصحراوي في اختيار مستقبله بكل حرية عن طريق استفتاء حر..”. وحاول زعيم الانفصاليين جاهدا في ثنايا رسالته إلى العاهل السعودي أن يبرز له من خلال سرد بعض الوقائع التاريخية والسياسية ما اعتبرها المواقف المعادية للمغرب إزاء الصحراويين، مقابل أطروحة البوليساريو التي تدعو إلى تقرير مصير الصحراويين، حتى يتمكنوا من “حقهم المشروع في الحرية والاستقلال”، بحسب تعبير رسالة الانفصالي الأول. وجدير الذكر أن السعودية أرسلت منذ أيام حوالي 275 طنا من التمور، وُصفت بكونها “عالية الجودة”، حملتها 15 شاحنة تشتمل على حاويات مبردة، إلى المخيمات الصحراوية في تندوف.