«البوليساريو» تستجدي الوساطة السعودية يبدو أن قرار المغرب بسحب ثقته من الوسيط الأممي إلى الصحراء، قبل بضعة أسابيع، زاد من ارتباك جبهة البوليساريو، وبدا يرخي بظلاله على قيادة البوليساريو، التي قررت طرق باب المملكة العربية السعودية للتوسط لدى المغرب من أجل استئناف مسلسل المفاوضات، بل وأيضا «مد يد العون للصحراويين»، لمواجهة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة. فبعد حالة الانعزال التي توجد فيها البوليساريو، خصوصا بعد الرفض المستمر لمطالبها بتوسيع مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، والترحيب الدولي الكبير الذي لقيته المبادرة المغربية لمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية، ومساعي المغرب الأخيرة لإنهاء مهمة الوسيط الأممي إلى الصحراء، بدأت حالة الارتباك تظهر على قيادة تندوف، التي لم تجد أمامها سوى الاستعطاف والاستجداء للتوسط لدى المغرب لاستئناف المسلسل التفاوضي، بعد أن أعلن أنه لا يمكن استمرار المسلسل التفاوضي مع بقاء المبعوث الشخصي الحالي. حالة الارتباك ظهرت جليا في الرسالة التي وجهها زعيم جبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، أمس الأول، إلى العاهل السعودي، الملك عبد الله ، يستجديه للتدخل لدى المغرب لإنهاء النزاع في الصحراء. رسالة استجداء زعيم الانفصاليين تأتي أمام في وقت يشتد فيه الخناق على البوليساريو، وفشل محاولاته في التأثير على قرار المغرب بسحب ثقته في المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة وقال عبد العزيز في رسالته إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز «إنه أمام الانسداد الكبير في مسار تسوية النزاع في الصحراء منذ سنة 1975 بين المملكة المغربية والشعب الصحراوي قررت أن أخاطب جلالتكم وأنتم الرجل الراعي لقبلة المسلمين المؤتمن على بيت الله والعارف حق المعرفة بأجر إصلاح ذات البين في ديننا الحنيف». وطالب زعيم جبهة البوليساريو من العاهل السعودي التدخل لدى جلالة الملك محمد السادس للكف عن إطالة أمد النزاع ومعاناة الشعبين الصحراوي والمغربي، وتقول الرسالة «في ظل انسداد أفق التسوية بعد تجمد مسار المفاوضات ورفض المغرب وساطة الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة، كريستوفر روس، أخاطبكم لألتمس من جلالتكم التدخل لدى جلالة الملك محمد السادس للشروع الجاد في التفاوض مع الطرف الصحراوي على أساس الميثاق الذي قطعه والده الحسن الثاني على نفسه أمام الله والعالم ووقع عليه مع الصحراويين بالاحتكام لإرادة الشعب الصحراوي في اختيار مستقبله بكل حرية». الملاحظ أن رسالة زعيم البوليساريو إلى العاهل السعودي خلت من أي عبارة تشير إلى «الجمهورية المزعومة»، يقينا منه أن الكيان الوهمي لا يحظى بأي اعتراف من الدول العربية، ما عدا الجزائر، ولذلك وتفادى أن تتضمن الرسالة أي إشارة إليه. وبقدرما تضمنت الرسالة دعوة المملكة العربية السعودية إلى التدخل لدى المغرب «للكف عن إطالة النزاع في الصحراء ووضع حد لمعاناة الشعبين الصحراوي والمغربي»، حملت بالمقابل استعطافا إلى العاهل السعودي من أجل مد العون للاجئين الصحراويين الذين وصفهم ب «المسلمين المظلومين المنكوبين والذين لا ذنب لهم سوى المطالبة بحقوق عادلة ومشروعة في حاجة ماسة إلى التفاتة إنسانية إسلامية كريمة من جلالتكم ومن بلدكم المملكة العربية السعودية لمواجهة صعوبات اقتصادية واجتماعية متزايدة». ونبه زعيم البوليساريو في رسالته إلى العاهل السعودي أن مبادرته تأتي في ظل ما أسماه «تراجع المغرب عن التزاماته الدولية»، خصوصا منها ما يتعلق باستفتاء تقرير المصير. وأعرب في ذات السياق عن استعداد البوليساريو ل»قبول أي نتيجة يتمخض عنها استفتاء تقرير المصير بما في ذلك الانضمام للمغرب والتسليم بسيادته على الإقليم إذا كانت تلك هي إرادة الشعب الصحراوي».