قال الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة فاس، تعليقا على الرسالة التي وجهها أخيرا زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إلى ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز يطالبه فيها بالقيام بوساطة لدى العاهل المغربي محمد السادس، إنها بدون شك مبادرة سياسية غير مسبوقة، وتأتي في سياق فشل مسلسل المفاوضات الذي ترعاه الأممالمتحدة، وهو ما يهدد الإطار السلمي لحل القضية في إطار الأممالمتحدة. ولفت الخبير في العلاقات الدولية، في تصريحات لهسبريس، إلى كون التحولات السياسية الكبيرة التي حدثت في منطقة شمال إفريقيا عمقت أكثر من عزلة جبهة البوليساريو، ودفعتها للبحث عن مبادرات سياسية جديدة من شأنها التخفيف من المأزق الذي تعانيه وتتخبط فيه. وتوقع الصديقي بأن المملكة العربية السعودية لن تقبل بهذه المبادرة إلا بعد استطلاع موقف المغرب في هذا الشأن، كما أن المغرب لن يقبل بأي إطار عربي للمفاوضات لا يجعل مبادرة الحكم الذاتي أساسا لها. ومن جهة أخرى، يُكمل الصديقي متحدثا لهسبريس، فإن عدم ترك تلك الرسالة لهامش معين لتحرك الدبلوماسية السعودية، حيث تضمنت كل المواقف التقليدية لجبهة البوليساريو التي يرفضها المغرب، قد لا يشجع أيضا الدبلوماسية السعودية على قبول هذه الدعوة. ومضى الصديقي قائلا إن موقف المملكة العربية السعودية المساند لمغربية الصحراء لن يفيد كثيرا جبهة البوليساريو، لافتا في هذا الصدد إلى أن السعودية شاركت من خلال سفيرها بالمغرب، إلى جانب سفراء عرب آخرين، في المسيرة الخضراء عام 1975. وخلص المتحدث إلى أنه سواء قبلت السعودية هذه المبادرة أو لم تقبلها، فإن جبهة البوليساريو ستشعر أنها بسطت من جديد مواقفها من قضية الصحراء أمام ملك إحدى أكبر الدول العربية والإسلامية، كما إنها تراهن أيضا على احتمال إثارة الرسالة لاهتمام إعلامي كبير، وهو ما لم يحدث حتى الآن"، يقول الصديقي. وكان زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز قد وجه رسالة أخيرا إلى العاهل السعودي، واصفا إياه بالرجل الراعي لقبلة المسلمين، والعارف بأجر إصلاح ذات البين، مدعما رسالته تلك بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على الإصلاح بين المؤمنين، وملتمسا من الملك عبد الله بأن يتدخل "لدى جلالة الملك محمد السادس من أجل الشروع الجاد في التفاوض على أساس الاحتكام لإرادة الشعب الصحراوي في اختيار مستقبله بكل حرية عن طريق استفتاء حر.."، وفق ملخص لتعبير الرسالة.