أبدى مسؤولون حكوميون إسرائيليون ونظراء لهم باليونان إعجابهم بالسياجين المعدنيين المحيطين بثغري سبتة ومليلية اللذان يرزحان تحت التواجد الإسباني بشمال المغرب.. إذ طال الإعجاب ما حققه بناء هذين السياجين من نتائج ملموسة ضمن مراقبة الحدود البرّية والتضييق على انشطة الهجرة السريّة. الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكّد يوم الاثنين الماضي على عزم الحكومة العبرية الاستمرار في نهج "ذات الأسلوب المعتمد من قبل إسبانيا في حماية حدودها مع المغرب"، في إشارة منه لتجربة السياجين المعدنيين اللذان أقيما بمحيط سبتة ومليلية منذ العام 2005، حيث قال نتانياهو ضمن ثلة من التصريحات الصحفية إنّ هذا الإجراء الوقائي سيتمّ اعتماده على الحدود مع مصر بعلوّ قياسي قادر على منع التسربات البشرية التي تقف وراءها مافيات تهجير غير شرعي ناشطة بين سيناء والأراضي المسيطر عليها من قبل إسرائيل. ثاني إعجاب بسياجي سبتة ومليلية جاء من اليونان، وبالضبط من قلب أثينا، على لسان "إيمَانْوٍيلْ أُوثُون" نائب وزير الهجرة في الحكومة المحلّية.. حيث قال ضمن تصريح إذاعي ل "فِيمَا إفْ إِمْ": "أصبح من الملحّ تشييد سياج حديدي قادر على الحدّ من النسبة المرتفعة من الهجرة السرّية التي تستهدف اليونان انطلاقا من حدودها مع تركيَا.. فقد انكببنا على دراسة نموذج لتجربة إسبانية أثبتت نجاعتها بمدينتي سبتة ومليلية المتاخمتين للمغرب ورأينا فيه تجربة مثمرة وقادرة على تحقيق النتائج التي نصبوا إليها في تأمين حدودنا الوعرة". وزاد "أُوثُونْ" ضمن ذات التصريح الذي فُرّغ على صدر الموقع الإلكتروني لذات الراديو المحلّي: "السياج المعدني سيتمّ بناؤه على طول 12 كيلومترا ونصف بمحاذاة نهر إِفْرُوسْ الحدُودِي مع تركيا.. إذ سيتمّ إعلاؤه بالطريقة المناسبة وإمداده بتجهيزات مراقبة متطورة من بينها كاميرات حرارية وأجهزة إنذار راصدة للحركة".. قبل أن يردف: "نحن بهذا الإجراء لا نرُوم عرقلة تحرك الأفراد بين البلدين بقدر ما نودّ حماية الاقتصاد المحلّي وإنجاح رهاننا الأمني على سلامة الحدُود". تجدر الإشارة إلى أنّ منظمات حقوقية عالمية قد كانت أدانت تشييد إسبانيا للسياجين المعدنيين المحيطين بثغري سبتة ومليلية.. وقد تعالت أصوات الإدانة بعد أن أفضى هذا المعطى إلى سقوط 13 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف مرشحين للهجرة السرية من دول جنوب الصحراء بعدما راموا تجاوز هذه الحواجز الشائكة قبل 5 سنوات و وجوبهوا بعملية إطلاق رصاص حي مكثفة.. وهو التنديد الذي لا زال مستمرا من قبل ذات الحقوقيين إلى اليوم ضمن مواعيد مختلفة منعقدة بثلة من الدول المتوسطية.