رد ملك إسبانيا، أخيرا، على رسالة كان قد تقدم بها "التجمع العالمي الأمازيغي" حول ملف الحرب الكيماوية ضد الريف، ومدى تورط إسبانيا في هذه المأساة الإنسانية، يدعو فيها التجمع إلى إنصاف منطقة الريف الكبرى، وتعويض سكانها على خسائر الحاضر والماضي المترتبة عن الحرب الكيمائية. وجاء في نص الرسالة القصيرة للقصر الملكي الإسباني، والموقعة باسم خوصي لويس بيردو كراسكو، الرئيس المشرف عن التخطيط والتنسيق، أن فيليبي السادس توصل برسالة "التجمع العالمي الأمازيغي"، وأحالها على وزارة الخارجية الإسبانية، باعتبارها هي "الهيئة المختصة" المعنية باتخاذ القرار الذي تراه مناسبا. وأوردت الرسالة بأن وزارة الخارجية ستتعامل مع الرسالة بجدية، وستتخذ القرار المناسب بعد تدارس الملف"، لتكون بذلك الجمعية الأمازيغية قد نجحت بطريقة غير مباشرة في إقناع إسبانيا، وقبل ذلك فرنسا، بالاعتراف بهذا الملف، خاصة أن الرئيس فرانسوا هولاند أحال الملف بدوره على وزارة المحاربين القدامى. وكان "التجمع العالمي الأمازيغي" قد راسل الملك فيليبي السادس يطلب فيها تدخله لإيجاد تسوية ودية لملف الحرب الكيماوية ضد مناطق شمال المغرب، وذلك بعدما تبين من خلال مجموعة من الدراسات، أن الجارة الشمالية استعملت أسلحة كيماوية، كأسلحة الدمار الشامل المستعلمة خلال حرب التحرير التي قادها عبد الكريم الخطابي. وكان حزب "اليسار الجمهوري الكتالوني"، قد أثار موضوع استعمال إسبانيا للأسلحة الكيماوية في حرب الريف بمجلس النواب الإسباني، كما طالب، رفقة مجموعة من الجمعيات الريفية، بجبر الضرر سواء معنويا أو ماديا للضحايا من المدنيين، في إطار ما سمي ب "قانون الذاكرة التاريخية" لإسبانيا. ومن بين أبرز المؤخرين الإسبان الذين أثبتوا، من خلال مؤلفاتهم، لجوء جيش الاستعمار الإسباني، ما بين سنة 1921 و 1927، إلى استعمال الأسلحة الكيماوية للقضاء على مقاولة عبد الكريم الخطابي بالريف الكبير، المؤرخة الإسبانية "روسا ماريا دي مادرياغا"، صاحبة كتاب "عبد الكريم الخطابي والمقاومة من أجل الاستقلال"، وكذا المؤرخ "أنخيل بينياس" و "خوان باندو".