عقب إجراء الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، زيارة رسميَّة إلى الجزائر، حرصَ قصرُ الإليزيه، على أنْ يطمئن عبر الإعلام شريكه المغربي، بتأكيد حاجته إلى البلدين المغاربيَّين الغريمين، معًا، مبديًا أمله في أنْ يتجاوزا حالة الخلاف، التي جعلتْ الواحد منهما ينظرُ إلى تقارب الآخر مع باريس بعين الريبة. منابرُ فرنسيَّة ساقتْ عن مصادر في الإليزيه أنَّ فرنسا تحتاجُ إلى الجزائر بقدر حاجتها إلى المغرب، وبالتالِي لا يمكن أنْ تجري قراءة زيارة هولاند، باعتبارها انحيازًا إلى الجزائر، سيما إزاء الظروف الحاليَّة التي تجتازها المنطقة وما تملِيه من تعاون، موردة أنَّ من الأفضل لفرنسا أنْ يكون هناك تنسيقٌ أمثل مع المغرب والجزائر وتونس. وأوردت المصادر ذاتها، أنَّ محيط الرئيس الفرنسي يرى أنَّ لدى باريس مصلحة كبرى في أنْ تتحسن علاقات المغرب والجزائر، وتخرج من النفق الذِي وصلتْ إليه، سيما وأنَّ عتابًا يقعُ على فرنسا متى ما مضتْ قدمًا في تعزيز علاقاتها بأحد البلدين. بسبب الخلافات الشائكة بين البلدين على مستويات عدَّة، أبرزها الصحراء. وأردفت المصادر ذاتها، أنَّ العلاقات المغربيَّة الفرنسيَّة تحتفظُ، غداة إجراء هولاند زيارته للجزائر، بديناميَّتها المعهودة، وبملامحها المعروفة، موردة أنَّ الرئيس الفرنسي يأمل أنْ يزور المغرب في وقتٍ قريب، بعدما سبقَ للملك محمد السَّادس أنْ حلَّ بالإليزيه في زيارة شبه رسميَّة، في فبراير الماضِي، لطيِّ الأزمة بصورة نهائيَّة. في غضون ذلك، تعدُّ زيارة فرانسوا هولاند إلى الجزائر الثانية من نوعها منذُ وصوله إلى الرئاسة سنة 2012، فيما سبقَ لهُ أنْ زار المغرب مرَّة واحدة، في أبريل 2013. زيارة ترى بعض القراءات أنها أحد أوجه اعتبار تقارب اشتراكِيي فرنسا مع الجزائر، وفق المعهود تاريخيًّا، حتى أنَّ العلاقات بين باريس والرباط عاشتْ أسوأ أيَّامها، قبل عامٍ مضى. وبالرُّغم من قصر الزيارة التي أجراها هولاند إلى الجزائر، بحيث بدأها زوال أمس، قبل أنْ يقفل راجعًا مع تمام الساعة العاشرة، إلَّا أنَّها حملت أجندة مهمَّة، بحسب مصادر جزائريَّة. إذْ التقى هولاند بكلِّ من الوزير الأوَّل الجزائري عبد المالك سلَّال، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في إقامة هذا الأخيرة ب"زرالدة". وانكبت زيارة الرئيس الفرنسي، على ملفيَّن بارزين، أولهُما التعاون الاقتصادِي، بعدما شهدت أسعار البترول تراجعًا ملحوظًا أثر على موازنة الجزائر، إضافة إلى القضايا الإقليميَّة، التي استدعت مرافقة وزير الخارجيَّة، لواران فابيُوس لهولاند، دون باقِي الوزراء في الحكومة الفرنسيَّة. وذلك قصد التباحث بشأن المأزقين المالِي والليبِي، وقدْ استطاع تنظيمُ الدولة الإسلاميَّة أنْ يسيطر على مدينة سرتْ الليبيَّة بالكامل، مفاقمًا حالة الفوضى بالمنطقة.