حذر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من انتشار ما وصفه بالوباء الخطير، الذي بلغ مستوى العدوى، وذلك من خلال الاغتناء غير المشروع لبعض السياسيين، عبر تسلق المواقع والمناصب، والوصول إلى مراكز المسؤولية في الدولة. وأوضح بنكيران، في لقاء نظمه الائتلاف الوطني لصيادلة "العدالة والتنمية"، اليوم بالرباط، أن "جزء من هؤلاء كان ثوريا يريد أن يقلب كل شيء، وجزء إصلاحيا يعمل ضمن المؤسسات، وجزء آخر يقاومهما معا، لأنه ليس له إيديولوجية مقابل الامتيازات التي يحصل عليها". وأردف بنكيران أن "من كانوا يحلمون بالثورة والجمهورية انتهوا"، مضيفا وهو يشير إلى باقي أصناف السياسيين "بغض النظر عن الامتيازات فمن قنع بهذا فهو رجل صالح، وهناك من تأفف واستحيى، وخاف من مشاكل السياسة، وذهب للهامش، لكن هناك من عنده 'الصنطيحة' وتخلى عن المبادئ.. وتابع رئيس الحكومة، ملمحا ﻷحزاب المعارضة دون أن يذكر اسما أو صفة، بأن عددا من السياسيين، ممن وصفهم بالنوع الخطير على البلد، يعمدون إلى ضبط أحزابهم بالبلطجة والتخويف والأموال غير المشروعة، مضيفا أن البلد "في أشد الحاجة لديمقراطيين حقيقيين يريدون خدمة وطنهم أولا، باﻷفكار والجهد والتضحيات". واسترسل بأن "الأموال المنهوبة يستغلها ذلك النوع الخطير من السياسيين، عوض أن تذهب إلى المواطن، وقطاعات الصحة، والتعليم، والسكن"، قبل أن يوجه حديثه إلى أطراف المعارضة، "حين أعلنا دعمنا للأرامل والطلبة قالوا هذا ريع، إنه بلاد الغرائب والعجائب" وفق تعبيره. وفي سياق حديثه عن الصيادلة، أوضح بنكيران أن المهنة كانت من قبل عنوانا لجلب الثروة والحياة المرفهة، ولم تعد بنفس المستوى الآن، وهذا لا ينقص من قيمة الصيدلي، لأن مسؤوليته مهمة وأكبر من الطبيب"، فيما شدد على أن المهنة تحتاج إلى الاستقامة والإخلاص". وخاطب بنكيران الصيادلة قائلا "أنتم لستم فقط باعة للأدوية، بل يجب الشروع في إنتاج الدواء وليس بيعه"، قبل أن يعرج إلى "المسؤولية السياسية للصيدلي"، بأن اعتبر السياسة، "كمصدر للقرار وأن القرار هو كل شيء"، أمرا مطلوبا في حياة كل موظف ومهني، محذرا من استغلال ذلك بشكل سلبي".