مازالت قضية مطبعة حركة التوحيد والإصلاح تتفاعل، فبعد المراسلة الرسمية التي وجهها حزب الاستقلال لمباشرة عملية المعاينة والتفاوض حول سعر بيع المطبعة، خرج عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ليطالب شباط «الصكع»، حسب وصفه، بتنفيذ وعده، حيث علق ساخرا: «هادي أول مرة غادي نشوف فيها مليار». وتوقف بنكيران، في لقاء جمعه بائتلاف صيادلة العدالة والتنمية، أول أمس الأحد في الرباط، عند تحول العمل السياسي إلى وسيلة للاغتناء والإثراء غير المشروع، حيث سجل أن «عالم السياسة في المغرب أصيب ببلاء وداء، بعد انتشار عدوى الاغتناء وتسلق المواقع السياسية والوصول إلى مراكز المسؤولية»، واصفا ذلك ب«الخطير جدا». وأضاف الأمين العام للعدالة والتنمية أن السياسيين ثلاثة أصناف: صنف يدافع عن المبادئ والقيم، وكان يضم جزءا ثوريا يريد أن يقلب كل شيء، وجزء آخر إصلاحي يعمل في إطار المؤسسات القائمة. أما الصنف الآخر فكان يقاوم من أجل المصالح والامتيازات، والسماح بالتعسف على باقي المواطنين. وأوضح أن انتشار مظاهر الاغتناء والحصول على الامتيازات كان على حساب المواطنين، الذين أدوا الثمن وأخذت أموالهم عوض أن تذهب إلى الصحة والتعليم، وأن يستفيدوا هم أيضا منها للانتقال من الفقر المدقع إلى فئة اجتماعية أفضل، قبل أن يشير إلى أنه عندما أرادت الحكومة تخصيص دعم للفقراء اعتبروا الأمر ريعا، «في حين نسوا الميرسيديس والفيلات التي يقطنون فيها». وأكد بنكيران أن «المشكل السياسي حسم في المغرب، إذ أن من يحلمون بالثورة والجمهورية انتهوا». لكنه عاد ليشير إلى وجود الكثير من الفئات السياسية والأشخاص الذين تحولوا نحو المصالح والامتيازات، ولم يصمدوا أمام الإغراءات. وأضاف في هذا السياق أن «هناك من تأفف واستحيى فاختار الهامش، في حين أن «أصحاب السنطيحة» تخلوا عن المبادئ التي قامت عليها أحزابهم، وكياكلو وكايحنزّو، بل يتهمون الآخرين». وزاد معلقا: «باز أسيدي باز». وحذر بنكيران من السياسيين المنتمين لهذه الفئة، والذين اعتبرهم أناسا يشكلون خطرا على البلد، على اعتبار أنهم يضبطون أحزابهم والوسط السياسي بالبلطجة والإغراء والأموال غير المشروعة، وينشرون ذلك في المجتمع.