بدا رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، غاضبا اليوم الخميس، وهو يتحدث عن واقعة تسريب أسئلة مادة الرياضيات في امتحانات الباكالوريا، أمس الأربعاء، مؤكدا أن "الأمر يتجاوز حصول مخالفة إلى خيانة الوطن التي تستوجب العقاب في حق مرتكبيها". وقال بنكيران، في كلمة افتتاحية له خلال ترأسه المجلس الحكومي بالرباط، "الحدث الذي وقع البارحة بتسريب مادة الرياضيات، في الباكالوريا، يتجاوز مجرد مخالفة، وقع من خلالها تسريب ورقة لتصل إلى التلاميذ قبل وقت اجتيازها"، مضيفا "هذا العمل خيانة للوطن". وأوضح بنكيران، أن القناعة لدى الحكومة كون ما جرى مدبر، بالقول "القناعة التي لدينا أن الأمر ليس خطأ، بل هو فعل فاعل"، مشددا على أن "الأجهزة المعينة جادة في معرفة من يقف وراء هذا الفعل، من خلال القيام بالأبحاث اللازمة". "الذي وقع خيانة، والذي وقف وراءه خونة، ويجب أن يؤدوا الثمن حسب القانون"، يرفع رئيس الحكومة من لهجته ضد الجهة المفترض فيها تسريب الامتحانات، مشيرا إلى أنه "يجب أن ينتبه المغاربة إلى أن وطنهم مسؤوليتهم جميعا، وحمايته واجب". وحذر بنكيران ممن وصفهم بالخونة على الوطن، بالقول "إيانا من فعل الخونة، الذين كانت لهم سوء الآثار على أوطانهم"، مضيفا أن "الخائن لن نتسامح معه، لأن التسامح الذي تعيشه البلاد ليس ارتخاء، والدولة ستكون صارمة غاية الصرامة في تطبيق القانون". وبعدما أكد على ضرورة تفاني المواطنين في خدمة بلدهم، باجتهاد ونية حسنة، أفاد رئيس الحكومة أن "المواطن عندما تكون عنده وثيقة سرية يجب أن لا يفارقها، لأن هذه أمانة ومرتبطة بصورة البلد"، مضيفا في نوع من الاعتذار للمغاربة، "نحن مطالبون بالعودة إلى الله، والتوبة إليه، كلما صدر منا ما يدعو إلى ذلك". وجدد بنكيران التأكيد على أن حماية أمن الوطن، والمواطنين مسؤولية مشتركة، مبرزا "أنه سواء كان الأمر مرتبط بالموظفين في وزارة التربية الوطنية، أو الأجهزة الأمنية، فإن حماية الوطن لا يمكن أن تكون من طرف واحد"، مسجلا أنه "لابد لكل مواطن أن يستشعر أن أمن الامتحانات يعد من أمن الوطن، وهو مسؤولية عامة لكافة المواطنين".