صورةمن مخيماتتندوف أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون لطيفة أخرباش أمس الأربعاء، أن مخيمات تندوف تحولت إلى سجن كبير لا تحترم فيه حرية التعبير أو الحق في إبداء رأي مخالف ولايسمح فيه للمنظمات الحقوقية الدولية بولوجها، وذلك جراء السياسات التي تنتهجها الجزائر و"البوليساريو". وأوضحت أخرباش، في معرض ردها على سؤال شفوي بمجلس النواب تقدم به الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية حول (وضعية المواطنين المحتجزين بمخيمات تندوف) أن "البوليساريو" تحتكر الخطاب السياسي في هذه المخيمات وتصادر حقوق التيارات الأخرى في التعبير عن قناعتها بالقمع والاحتجاز. وقالت في هذا الصدد إن مسار مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي اختطف وهو طفل وتعرض للتعذيب وهو صوت رافض للرأي الوحيد ومنتصر للحكم الذاتي كحل نهائي وديمقراطي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، يعكس الوضع السائد في تندوف. وأكدت أخرباش أن ساكنة المخيمات تعيش أوضاعا لا إنسانية ومعاناة يومية في محيط تطبعه القسوة وصعوبة العيش والحصار المزدوج المفروض من قبل "البوليساريو" وعناصر الأمن الجزائري، مطالبة بتمكين المفوضية السامية للاجئين بإحصاء وتسجيل ساكنة المخيمات ورفع الحصار عنها وتمكينها من حرية التنقل والعودة إلى أرض الوطن. وذكرت في هذا الإطار بالزيارة التي قام بها للمنطقة، المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة أنطونيو كورتيس، في شتنبر 2009، والتي جدد فيها طلب إجراء إحصاء لساكنة المخيمات وعدم ربط ذلك بالتسوية السياسية، مؤكدا الموقف الجزائري الرافض لهذا الإحصاء. كما نوهت بالمناسبة، بالتقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة الذي حث فيه ولأول مرة منذ اندلاع هذا النزاع، على إيلاء الاهتمام الكافي لمسائل إجراء تعداد اللاجئين وتنفيذ برنامج للمقابلات الفردية. وأكدت أخرباش أن الوزارة تعمل على إثارة الانتباه إلى التجاوزات والخروقات والمعاناة اليومية لساكنة المخيمات ومسؤولية الجزائر في استمرار وإطالة أمد هذه المأساة الإنسانية لأكثر من 35 سنة. وشددت على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيمات وعدم استغلالها لأغراض سياسية وتحويل جزء كبير منها للتمويل العسكري. وأشارت أخرباش إلى أن نساء المخيمات تعيش وضعية مأساوية جراء ممارسات تمس بشرفهن وتهين كرامتهن، فيما يتم استغلال الأطفال لاستجداء تعاطف المجتمع الدولي، خاصة الإسباني، من خلال المخيمات الصيفية، واقتلاعهم من جذورهم العائلية بترحيلهم إلى كوبا لتأطيرهم إيديولوجيا وعسكريا تحت ذريعة متابعة الدراسة.