"فيضانٌ بشريٌّ" حجَّ إلى منصَّة "النهضة" في الرباط، برسم مهرجان موازِين في دورته الرابعة عشرة، مساء السبت، لحضُور حفل الاختتام، الذِي أحياهُ النجمُ اللبنانِيُّ، وائل كفورِي، بعدما سبق لهُ أن اختتم فعاليَّات المهرجان نفسه، عام 2012، وسط حضور حاشد. الصوتُ اللبناني القوِي، أدَّى في حفل الاختتام باقةً من أشهر أغانيه، بدءً ب "شو رأيك ننسى اللي صار" وَ"يا ظلِّي يا روحي"، إضافة إلى أغنية "الحب المستحيل". وبدا الجمهُور حافظًا لكلمات أغلب الأغاني التي أداها على المنصَّة، الأمر الذِي جعل وائل يديرُ الميكروفون كثيرًا صوب الحضُور طالبًا الترديد وراءه. وائل الذِي أدَّى موالًا لبنانيًّا يشكرُ فيه حفاوة استقباله في المنصَّة، على الطريقة المغربيَّة بالصلاة والسلام، وسطَ صراخ معجبيه، قال إنَّه يشكرُ الله على أنْ حباهُ بكلِّ المحبَّة التي لامسها في الحفل، قبل أنْ يتلقَى باقة ورد منْ شابةٍ، بادلته التحيَّة بالقبل فأخبرها أنَّه سيقبلها ثالثةً كما تقتضِي العادة في لبنان. وبخلاف العادَة، غصتْ المنطقة المحجوزة للصحفيِّين ولمنْ يلجُون بالتذاكر أكثر قياسًا بكافَّة الحفلات الأخرى لفنانين عرب، بحسب ما عاينت هسبريس، حتى أنَّ كثرًا من الجمهور انصرفُوا من المنصَّة قبل نهاية الحفل خشية أنْ يعلقُوا في زحمة السير. في غضُون ذلك، اعتذرَ الفنانُ اللبنانيُّ للمرة الثانيَة عنْ إقامة ندوة صحفيَّة، كما دأب الفنانون على الحضُور إليها عشيَّة حفلاتهم، لأسباب عزاها العارفُون به إلى طبيعته الخجولة، حيثُ يتفادَى الكفُوري الظهُور إعلاميًّا قدر الإمكان، وإنْ كسر الحاجز بانضمامه إلى برنامج اكتشاف المواهب العربِي "أرب أيدُول"، مكان راغب علامة. وبدا وائل نشطًا على المسرح، منسجمًا إلى درجة كبيرة في التفاعل الكبير للجمهُور، وإنْ حلَّ متأخرًا عن التوقيت المبرمج للسهرة، إذْ استطاع أنْ يمزج بين أغانيه الهادئة، وأخرى ذات إيقاعات قويَّة رقص معها الحضور إلى انتصاف الليل. وتفاوت الحضُور إلى منصَّة النهضَة، في الدورة المنتهية لموازين، بين فنان وآخر، ففي الوقت الذِي سجلت كلٌّ من إليسا وأصالة وماهر زين أعدادًا مهمَّة، لمْ يجر التدفق بصورة كبيرة في حفلة الافتتاح التي أقامها نجوم "ذِي فويسْ"، وهو ما يردُّه متابعُون إلى انصراف كثيرين نحو منصَّة الأغنية الغربيَّة، ووجُود أكثر من منصَّة، تستضيفُ كلَّ مساء فنانين يتقاسمُون "كتلة" المتفرجِين.