يترأس رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، ورئيس حكومة إسبانيا، ماريانو راخوي، غدا الجمعة، في العاصمة مدريد، في خطوة تروم توثيق التعاون بين البلدين في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة مكافحة "الإرهاب الجهادي" والهجرة غير الشرعية. ومن المرتقب أن يرأس راخوي وبنكيران في قصر مونكلوا، وهو مقر حكومة إسبانيا، ثاني اجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا خلال الفترة التشريعية الحالية، بعد الذي عقد بالرباط في الثالث من أكتوبر عام 2012 ، حيث أبرما تحالفا استراتيجيا بطابع سياسي واقتصادي وثقافي. وأوردت مصادر من الحكومة الاسبانية لوكالة الأنباء "إفي"، الأهمية الكبيرة التي تولى لهذا اللقاء بين رئيسي حكومتي البلدين معا، من خلال عدد الوزراء المشاركين، وهم وزراء الخارجية، والعدل، والدفاع، والداخلية، والأشغال العامة، والعمل، والصناعة، والطاقة والسياحة. ويعتزم الجانبان توقيع عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات مختلفة، وسيبحث راخوي وبنكيران بشكل خاص التعاون على صعيد العدل، والداخلية، والعلاقات التجارية، والاستثمار الثنائي، بالإضافة إلى الاستثمار بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ويعتبر هذا الاجتماع رفيع المستوى، الذي سيجمع بين رئسي الحكومتين المغربية والإسبانية ، الأول من نوعه منذ تولي الملك فيليبي مقاليد الحكم في بلاده، خلال صيف العام الماضي، ما يجعله يحظى بأهمية معتبرة من طرف البلدين، ومتابعة إعلامية كثيفة. ويقول في هذا الصدد الدكتور سمير بنيس، الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية، لهسبريس، إن هذا الاجتماع ال11 من نوعه، منذ وقع البلدان على اتفاقية الصداقة وحسن الجوار، يوم 4 يوليوز 1991 بالرباط، يأتي في وقت تعيش فيه العلاقات المغربية الإسبانية أحلى أيامها. وأفاد الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية بأن "كل المؤشرات السياسية تدل على متانة العلاقات بين الرباطومدريد، والثقة التي تجمع قادة البلدين معا، بمن فيهم الملكان محمد السادس، وفيليبي، والأحزاب السياسية"، مشيرا إلى "وجود تحسن العلاقات ومستوى التعاون الاقتصادي والأمني والثقافي". وأبرز بنيس أن العلاقات بين المغرب واسبانيا وصلت إلى مرحلة من النضج السياسي، حيث أصبحت تكل العلاقات الثنائية بين الرباطومدريد في منأى عن كل التوترات السياسية التقليدية التي عادةً ما كانت تقع ما بين البلدين، وعن أي تغير في الحزب الحاكم في إسبانيا". وكان بنكيران قد تحدث، أمس ضمن حوار خص به وكالة الأنباء "إفي"، عن جودة العلاقات بين المغرب وجارته الشمالية، مؤكدا على أن "هناك في عمقها شيء يسمى الثقة، وخاصة في الشؤون الدولية"، منبها إلى "التركيز على الجانب المفيد والإيجابي لتلك الثقة".