لم تمر سوى أيام على بث القناة الثانية لحفل المغنية الأمريكية الشهرية، جنيفير لوبيز، ظهرت فيه وهي ترتدي لباسا جريئا، وتقوم بحركات ذات "إيحاءات جنسية"، حتى بثت قناة تلفزية أخرى حفلا لفرقة غنائية للروك، ظهر أحد أعضائها راسما على صدره رقم 489 مع علامة تشطيب. وتباينت ردود فعل متابعين إزاء تصرف عضو مجموعة "بلاسيبو" البريطانية، التي أحيت أمس حفلا ضمن فعاليات مهرجان "موازين"، والذي نقلت أطواره قناة "ميدي1 تي في"، حيث كان يحمل قيثارة عليها ألوان ترمز إلى مثليي الجنس، وعلامة على صدره تدعو إلى إلغاء الفصل 489 من القانون الجنائي المغربي، القاضي بتجريم العلاقات المثلية. مس بالسيادة ناشطون مستاءون عبروا عن تذمرهم من سلوك عضو الفرقة الغنائية البريطانية، عبر تدوينات بثوها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروا أن الأمر يتعلق بتدخل في خصوصيات المغاربة، بل فضولا غير مقبول، لأنها دعوة إلى تغيير قانون يخص المغاربة وحدهم". وأورد معلقون بأن "لا أحد ضد الميولات الجنسية الخاصة للفرقة الغنائية التي حضرت للمغرب، من أجل أداء حفلات فنية، مثلما هو مطلوب منها، وتلقي أجر مالي عن عملها، فهذا لا تحاسب عليه، بيْد أن المرفوض هو أن تتدخل الفرقة الغنائية في المنظومة القانوني للبلاد". وعبر معلقون آخرون عن رفضهم لما سموه إقحام السياسة في الفن، من خلال تدخل فرقة غنائية أجنبية، وعازف قيثارة له ميول جنسي معين، في شأن مغربي محض يتعين أن يُناقش داخليا بين أبناء البلد، ولا أن يتعرض لتوجيه أو وصاية من أية جهة، حتى لو كانت بغطاء فني". وزاد الرافضون لبث الحفل الذي أحيته الفرقة البريطانية، ومطالبة أحد أعضائها بإلغاء فصل من القانون الجنائي المغربين لأنه يجرم علاقات مثليي الجنس، بأن القضية تعدت مسألة الفن إلى موضوع يتعلق بسيادة الدولة، وصون قوانينها من أن تعبث بها فرقة غنائية آتية من مدينة الضباب". جرأة وحرية تعبير وبالمقابل اعتبر متعاطفون مع الفرقة الغنائية البريطانية، وداعون إلى إلغاء القوانين المجرمة للعلاقات الجنسية الشاذة، أن هذا الجدل غير ذي موضوع، وبأن الأمر يتعلق بحرية تعبير، لا يمكن بأية حال من الأحوال منع أو ترقب تصرفات مغنين يوجدون فوق الخشبة أمام الجمهور". وذهب البعض أن ما قامت به فرقة Loud Like Love' فوق منصة السويسي بالرباط، لم يكن فعلا شائنا، لأنها عبرت عن رأيها فقط، دون احتجاج صاخب، وإنما عن طريق رمز وضعه عضو الفرقة، صاحب القيثارة، على صدره العاري، دون أن يستفز أحدا بذلك". وأبدى مثليون مغاربة غبطتهم مما قام به صاحب القيثارة بالفرقة البريطانية، ووصفوه بالإنجاز الرائع والشجاع، وأشاروا إلى أن "وضع مثليي الجنس بالمغرب لا زال مظلماً، مردفين "مازلنا نعاني من التهميش الاجتماعي، والتجريم القانوني لعلاقات مثليي الجنس، تحت ذريعة العادات والتقاليد والمعتقدات".