قالت إينا شيفشينكو، الناشطة النسائية الأوكرانية، وإحدى مؤسسات حركة "فيمن" الاحتجاجية، إنها لم تتفاجئ كثيرا بعد توقيف ناشطتيْن من ذات الحركة، اليوم، من طرف السلطات المغربية، على خلفية تعريهما وتبادلهما القبل أمام صومعة حسان بالرباط، مضيفة أنها بالمقابل "غاضبة لما جرى لزميلاتها". وعزت شيفشينكو، من مواليد 1990 بأوكرانيا، ومؤسسة فرع حركة "فيمن" FEMEN بفرنسا، غضبها إزاء ما وقع للناشطتين الفرنسيتين، إلى أنهما تظاهرتا وسط العاصمة المغربية، بشكل مسالم وسلمي وصامت، تضامنا مع مثليي الجنس المعتقلين بسجون المغرب. وتابعت شيفشينكو، متحدثة لجريدة هسبريس، بأن حركة "فيمن" جعلت السلطات المغربية تعترف بنفاقها، عندما اعتبرت مظاهرة سلمية لصالح حقوق الإنسان العالمية أكثر فحشا من قانون يرهب مثليي الجنسي ويحث على التمييز على أساس الجنس، وفق تعبير الناشطة ذاتها. واستطردت المتحدثة بأن أنشطة "فيمن بالمغرب تنتهي بالمغرب بهذا الاعتقال، والتي بالكاد بدأت في هذا البلد"، مضيفة أن الذين يتحدثون عن كون الحركة تعتمد على الإثارة، يتعين عليهم إعادة النظر في هذا الحكم، بعد اعتقال السلطات المغربية لناشطتين تظاهرتا بشكل سلمي". وأكملت الناشطة الأوكرانية التي تقيم بفرنسا حديثها للجريدة بأن المغرب اعتبر أنه من الأخلاق المساس بحقوق الإنسان كما هي معترف بها عالميا، أكثر من التظاهر بأثداء عارية باسم حقوق الإنسان العالمية"، قبل أن تردف "قد تعتبرونني شمولية، لكني أرى أن بتحدي العالم بهذه الطريقة يمكن التطور". وزادت تشيفشينكو، التي اتهمت سابقا بالإساءة إلى الدين الإسلامي عندما صرحت بأنه "لا يوجد أقبح من الإسلام"، بأنه لولا لم ترفض "روزا براكس"، الناشطة الأمريكية من أصول إفريقية، التخلي عن مقعدها في حافلة عمومية لشخص أبيض، لما حدث تقدم في محاربة العنصرية. وذهبت الناشطة الأوكرانية إلى أنه بنفس الطريقة أيضا قد يأتي في وقت قريب القضاء على القوانين التي تجرم المثلية الجنسية، والتمييز على أساس الجنس، مشددة على أن القوانين يتعين أن تكون خالية من الرهاب المثلي"، قبل أن تؤكد أنه لبلوغ هذا الهدف يجب الصمود" وفق تعبيرها. وكانت شرطة الحدود بمطار الرباطسلا قد أوقفت ناشطتي حركة "فيمن" مع ترحيلهما بعد ذلك، ظهرتا في صور ومقطع فيديو، أمام صومعة حسان الشهيرة، وهما تتبادلان القبل، وقد كتبا على صدريهما عبارة باللغة الإنجليزية تفيد الدفاع عن مثليي الجنس بالمغرب، والتنديد بما وصفتاه بالظلم الذي يطال فئة المثليين بالمملكة.