"لا أحرِّمُ ولا أحلُّ، فأنا لستُ شيخًا، لكنِّي مؤمنٌ بما أقوم به، فالموسيقى تظلُّ موسيقى في نهاية المطاف، وإن اختلف المحتوى الذِي يرافقها، ثمَّ إنِّي فخورٌ بما أقوم به"، كذلكَ أجاب المطربُ اللبنانِي الأصل، ماهر زين، لدى سؤاله عنْ سبب اختياره التخصص في الأغنيَة الدينيَّة. زين الذِي استعان بمترجمة، في ندوةٍ صحفيَّة بالرباط، عقدها قبل الحفل، لنشوئه في السويد، قال إنَّ الموسيقى موضوعٌ خلافِي، وكما أنَّ ثمَّة من يحرمها، هناك أيضًا من يجيزها، وهُو لا يرى نفسه أهلًا لأنْ يخوض في الموضوع، "ما أقوم به رسالة، والحمد لله، عندِي جمهور أستشفُّ منه الرضَا على أعمالِي". المتحدث رأى أنَّ الإسلام منظومة متكاملة، لا يمكنُ حصرها في جانبٍ من الجوانب، وذاك ما يدعُو بحسب رأيه، إلى التغنِي بجوانب كثيرة، كما فعل حين أهدى زوجته عملًا فنيًّا عن الحب، دون أنْ يقتصر على أعمال مدح نبي الإسلام. في سياقٍ ذِي صلة، قال زين إنَّ لهُ إيمانًا بأنَّ الموسيقى بما تبثُّه من رسائل سامية قادرة على الاضطلاع بدورٍ إزاء كلِّ ما صار يعتملُ منْ تطرف، تواكبهُ صورة نمطيَّة عن الدِّين الإسلامِي في المغرب، مرحبًا بالمشاركة في أيِّ عمل يصبُّ في الاتجاه. وعن سبب عدم حضوره بصورة لافتة في بلده الأصلِي لبنان، في حين أنه أحيى حفلاتٍ كثيرة بدُول أخرى، منها المغرب حيثُ يوجدُ أصهاره بحكم اقترانه بمغربيَّة، قال زين إنَّه أحيَى حفلًا في مدينة طرابلس، وإنَّ الأمر يتوقفُ بالأحرى على الدعوات التي توجه إليه، ويقبلها حين توجهُ إليه. زين قال إنَّ للموزع المغربي العالمِي "ريدوان" فضْلًا كبيرًا عليه، وإنَّه يكنُّ له تقديرًا، "ريدوان بالنسبة إليَّ أحد العوامل التي تظافرت لنجاحِي، إذْ تعلمت منه الشيءَ الكثير، وأنا أرى اليوم أنَّ شرفًا يحصلُ لِي بالتعامل معه". وأبدى المتحدث سعادته بكثرة متابعِي أعماله، قائلًا إنَّه يحسبُ الموهبة هديَّة من الله، وتحديًا في الوقت نفسه، لإيصال الرسالة الملائمَة، التي يقتنعُ بها، بالرُّغم من النقاشات التي تظلُّ قائمة في بعض الأوساط، التي سارت إلى تحريم أغانيه، بسبب الإيقاع، وإنْ كانت كلماتها في مدح النبي الكريم.