من اللافت أن يزور الملك محمد السادس الكوت ديفوار ثلاث مرات في ظرف سنتين فقط، حيث زار هذا البلد الإفريقي في مارس 2013، وبعد أقل من سنة عاد إلى زيارته في فبراير 2014، ثم بعد سنة وبضعة أشهر، جدد العاهل المغربي زيارته للكوت ديفوار، فيما زار الرئيس الحسن واتارا المملكة في بداية السنة الجارية. وكشف السفير المغربي في الكوت ديفوار، مصطفى جباري، في حوار أجراه معه موقع "أنفو دروم"، بعض "الأسرار" التي تفسر هذه الروابط الخاصة بين قائدي البلدين، مستعرضا تاريخ العلاقات بين الرباط والعاصمة ياموسوكرو، والتي كانت مرتبطة دوما بزعماء الدولتين. وقال جباري ، في ذات المقابلة الصحفية، إن الرئيس الإيفواري شخصية حكيمة جدا، وهو نموذج يمكن الاقتداء به في إفريقيا، كما أنه منح الكثير لبلده"، مضيفا أن "الملك محمد السادس فهم جيدا توجه الرئيس واتارا، وبأنه شخص يحب بلده وشعبه، وبأنه يجتهد لصالح دولته. وأكمل السفير المغربي موضحا بأنه لهذه الأسباب ارتبط الملك محمد السادس بالرئيس واتارا، وانخرط في سياسته التي وجهها نحو أبناء بلده، حيث أبان له العاهل المغربي عن استعداد المملكة لتقديم يد العون له، ومساعدته على تطبيق برنامجه الإصلاحي"، قبل أن يؤكد جباري بأن واتارا رجل كبير". وعاد المتحدث إلى علاقات المغرب والكوت ديفوار إبان عهدي الملك الراحل، الحسن الثاني، والزعيم الإيفواري الراحل، هافويت بوانيي، والتي وصفها بكونها كانت علاقة خاصة وودية جدا، مضيا أن هذه العلاقات استمرت في عهد الملك محمد السادس، والتعاون شمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبخصوص الزيارة الثالثة للملك لهذا البلد الإفريقي الحليف للمملكة في ظرف زمني قصير، أوضح الدبلوماسي المغربي أن الأمر يتعلق بالتزامات من الرباط اتجاه الكوت ديفوار، وهناك أيضا مبدأ التعاون جنوب جنوب، وعقلية التشارك مع القارة الإفريقية، ووضع اليد باليد للوصول إلى تنمية البلاد. وجوابا على سؤال استقبال المغرب لأئمة مساجد إيفواريين من أجل تكوينهم في معاهد خاصة بالمملكة، قال جباري إن المغرب بلد يدين بالمذهب المالكي، مشيرا إلى أنه توجه منفتح ومتسامح ويقبل بالآخر، قبل أن يؤكد أن المغرب كان على الدوام يحارب التطرف والظلامية. وكشف الدبلوماسي ذاته أنه يوجد حاليا 75 إمام مسجد من الكوت ديفوار في الرباط، لتقي تكوينهم في العلوم الإسلامية والشرعية في معهد متخصص بالعاصمة الرباط، مضيفا أنه هناك في المستقبل هناك نية للرفع من عدد الأئمة الذين سيتلقون التكوين بالمغرب الذي وافق على تدريب أئمة مساجد دول إفريقية وأوربية. وحول السر الذي يجعل المغرب بلدا مستقرا في سياق إقليمي وعالمي مضطرب أمنيا، أفاد السفير عينه بأن السر يكمن في المؤسسة الملكية، والتي قال عنها إنها مؤسسة تاريخية وعريقة جدا بالمغرب، هدفها كان دوما العمل على تحقيق مصالح الشعب المغربي، وهي المؤسسة التي جنبت البلاد تداعيات "الربيع العربي".