شكلت الزيارة التي بدأها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمس الثلاثاء لكوت ديفوار٬ المحطة الثانية في الجولة الملكية في إفريقيا جنوب الصحراء٬ الموضوع الرئيسي للصحف الإيفوارية الصادرة أمس. فتحت عنوان "الملك محمد السادس في أبيدجان" كتبت (فراترنيتي ماتان) أن "المغرب بلد له مؤهلات اقتصادية مهمة٬ ويعزز تعاونه مع كوت ديفوار"٬ مشيرة إلى أن الزيارة الملكية تندرج في إطار تعزيز التعاون الثنائي، مما يسمح للرئيس الإيفواري الحسن وتارا وضيفه الكبير من إجراء مباحثات على انفراد وترؤس التوقيع على عدد من الاتفاقيات في عدة مجالات. وذكرت الصحيفة في هذا الصدد بالعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي أقيمت في 16 غشت 1962 قبل أن تتعزز من خلال التوقيع على اتفاقية صداقة وتعاون في 22 شتنبر 1973، وهمت بالخصوص إنشاء لجنة عليا مشتركة مغربية إيفوارية. كما ذكرت الصحيفة بأنه بتجريدة مكونة من 800 جندي٬ شارك المغرب بفعالية في تنفيذ عملية الأممالمتحدة بكوت ديفوار٬ ما مكن من الخروج من الأزمة في البلاد. من جهة أخرى٬ تضيف الصحيفة٬ يتعين إعادة تنشيط اللجنة العليا المشتركة بهدف تقوية وتعزيز التعاون، لأن البلدين سيكسبان معا من خلال تعزيز تبادل تجاربهما في عدة مجالات من بينها اللامركزية والأمن والوقاية المدنية. وأوضحت أنه إذا كانت العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم ترق إلى المستوى المنشود٬ فإن الأمر يبدو كذلك في مجال الطاقة، حيث لا يوجد أي اتفاق للتعاون٬ مشددة على أن البلدين مدعوان لتنمية النقل البري والعمل على تنفيذ الاتفاق الموقع في 1979 بالرباط والمتعلق بالنقل الجوي، فضلا عن إبرام اتفاقات أخرى خاصة في مجال الصحة، ولو أن المستشفيات المغربية تستقبل العديد من المرضى الإيفواريين. من جهتها٬ اعتبرت صحيفة (لو ديموكراط) بأن الزيارة الملكية لكوت ديفوار ستعطي دفعة للعلاقات بين البلدين٬ مؤكدة أن الرئيس الحسن وتارا "يريد أن يجعل من العلاقات الإيفوارية المغربية مثالا للتعاون جنوب-جنوب". وأضافت أن هذه الزيارة "تعكس التقدير والاحترام اللذين يكنهما المغرب لكوت ديفوار ورئيسه (وتارا)٬ وبالتالي، فإن كل ما سيتم خلال الزيارة٬ خاصة التوقيع على اتفاقيات٬ سيمكن من دفع العلاقات بين البلدين وفق ما أعلنه لوسائل إعلام إيفوارية السفير الإيفواري في الرباط تراوري إدريسا. وقال الدبلوماسي الإيفواري إن رئيس الجمهورية يريد أن يجعل من محور ياموسوكرو- الرباط مثالا للتعاون جنوب-جنوب٬ داعيا رجال الأعمال الإيفواريين إلى الاهتمام أكثر فأكثر بالسوق المغربي الذي يوفر لهم فرصا مهمة للاستثمار. من جهتها٬ كتبت (ليكسبريسيون) أن المغرب وكوت ديفوار تجمعهما علاقات عريقة نسجت في نهاية الخمسينيات بين فليكس هوفويت بوانيي٬ وزيرا آنذاك في الحكومة الفرنسية٬ والملك الراحل محمد الخامس٬ وتعززت بين الرئيس الإيفواري والملك الراحل الحسن الثاني٬ مشيرة إلى أن القائدين اتخذا مواقف مشتركة حول العديد من الملفات خاصة الحوار بين العرب والإسرائيليين. وبخصوص قضية الصحراء٬ قالت إن أبيدجان دعمت دوما المغرب، وإن هذا الموقف عبر عنه الحسن وتارا خلال القمة ال18 للاتحاد الإفريقي المنعقدة يومي 29 و30 يناير من السنة الماضية في إثيوبيا عند استقباله وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬ مشيرة إلى أن وزير الدولة الإيفواري وزير الداخلية والأمن حامد باكايوكو أكد بدوره في 2012، خلال زيارته للمغرب أن "كوت ديفوار تقدم دعمها للمملكة المغربية في ملف الصحراء المغربية". وشدد الوزير على أن "كوت ديفوار ما فتئت تعبر عن موقفها في كل المحافل وتساهم في الحفاظ على الوحدة الترابية للمغرب". وعنونت صحيفة (لا ماتينال) مقالها ب"مرحبا بمحمد السادس"٬ مشيرة إلى أن "شعب كوت ديفوار فخور باستقبال العاهل العلوي".