مثل الوزير الأول، عباس الفاسي، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مراسم تنصيب رئيس كوت ديفوار الجديد، الحسن درامان واتارا، التي جرت أول أمس السبت في ياموسوكرو، العاصمة السياسية لكوت ديفوار (240 كلم شمال أبيدجان). وكان عباس الفاسي وصل، يوم الجمعة الماضي، إلى ياموسوكرو، مسقط رأس أول رئيس لكوت ديفوار بعد الاستقلال، الراحل فيليكس هوفويت بوانيي (1960- 1993). وجرى تنصيب وتارا (69 عاما) في حفل حضره نحو عشرين رئيس دولة إفريقي والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وممثلو عدد من المنظمات الإقليمية والدولية. وكان الحسن واتارا أدى اليمين في الخامس من ماي الجاري، بعد بضعة أسابيع من اعتقال الرئيس السابق لوران غباغبو، الذي كان يرفض الاعتراف بفوز واتارا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 نونبر2010، ما أدخل البلاد في أزمة خطيرة خلفت أزيد من 3000 قتيل. وكان الرئيس الإيفواري الجديد أوفد، في مطلع ماي، سفير بلاده إلى المغرب، ألي كوليبالي، حاملا رسالة شكر وامتنان إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقال كوليبالي، في تصريح للصحافة، عقب مباحثات أجراها بالرباط مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، إن الرئيس الحسن وتارا يسعى، عبر هذه الرسالة، إلى تعزيز العلاقات الودية والأخوية التي جمعت بين المملكة المغربية وجمهورية كوت ديفوار طوال سنوات عدة، مشيرا إلى أن واتارا يرغب في أن "يقيم البلدان تعاونا أكثر متانة". وأوضح أن الرئيس الإيفواري حريص على "التعبير عن تشكراته لجلالة الملك على دعمه الشخصي خلال الأوقات العصيبة"، التي اجتازتها بلاده، مضيفا أن هذه الرسالة، التي تحمل عبارات "الامتنان والاعتراف لجلالة الملك"، تبرز الدعم والجهود التي تبذلها المملكة المغربية من أجل إرساء السلام بكوت ديفوار. وكان المغرب دعا طوال الأزمة، التي أعقبت الانتخابات بالكوت ديفوار إلى احترام إرادة الشعب الإيفواري، كما عبر عنها في صناديق الاقتراع، وصادقت عليها اللجنة الانتخابية المستقلة. كما دعم المغرب جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تمكين مسلسل الانتقال الديمقراطي، الذي جرى الانخراط فيه بعد أشهر عديدة من الانتظار، والمضي قدما وفقا للتطلعات المشروعة للشعب الإيفواري. وقضى واتارا، الذي ولد في فاتح يناير 1942 بديمبوكرو (وسط) معظم حياته الدراسية ببوركينا فاصو البلد المجاور للكوت الديفوار، قبل أن يسافر للولايات المتحدةالأمريكية، حيث حصل سنة 1967 على شهادة دكتوراه في الاقتصاد. وفي سنة 1968، جرى تعيينه في صندوق النقد الدولي، وفي سنة 1983 عين نائبا لمحافظ البنك المركزي لبلدان إفريقيا الغربية. وفي سنة 1990، أصبح وزيرا أولا للرئيس الأسبق، هوفويت بواني، وهي المهمة التي ظل يشغلها إلى حين وفاة الرئيس المذكور سنة 1993.